أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


ماذا عن توقيت إستعادة إدلب الى السيادة السورية؟ (حسان الحسن)

في متابعة للميدان السوري، شمالا في ادلب بعد اتفاق سوتشي، او في المناطق الواقعة شرق الفرات بعد هزيمة تنظيم داعش الارهابي، يمكن القول ان لا متغيرات أو تطورات لافتة او جديدة، بما فيها الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة، بذرائع واهية، تارة بمحاربة التمدد الإيراني، وتارةً أخرى بحجة القضاء على قوات المقاومة والحد من وصول الاسلحة الى حزب الله، بالإضافة الى إعتداءات المسلحين على المدنيين ومواقع الجيش السوري، والرد الروسي عليها.

لناحية خروقات المسلحين لإتفاق سوتشي (منطقة خفض التصعيد) المتفق على إقامتها في محيط إدلب بين رؤساء كل من: روسيا وإيران وتركيا، فهي لا تزال مستمرة حيث أن الأخيرة لم تلتزم بتطبيقها، وعلى الاقل لم تعمد الى الضغط على الجماعات المسلحة التي تدور في فلكها، وذلك للكف عن الإعتداءت المسلحة على مواقع الجيش السوري، وحتى المستشفيات لم تسلم من هذه الإعتداءات، و كان آخرها إستهداف مستشفىٍ في مصياف في ريف حماه الغربي، وقع ضحيته مرضىٍ وأطباء في الأيام القليلة الفائتة.

وتعقيباً على ما ورد، تعتبر مصادر ميدانية متابعة، أن تطبيق الإتفاق دونه صعوبات جمة، خصوصاً أن المجموعات المسلحة في إدلب، هي فصائل متنافرة متناحرة، تعيش حال من الصراع الدائم على النفوذ والغنائم، على حد تعبير المصادر.

وتؤكد هذه المصادر أن مهمة ضبط هذه الفصائل صعبة، أن لم نقل مستحيلة في هذه الظروف وهذا الواقع، ولكن تبقى تركيا هي المسوؤلة عن الخرق المستمر لهذا الإتفاق، كونها تعهدت بالعمل على تطبيقه أمام روسيا وإيران، وبدا جليا أن موسكو غير راضية عن الإداء التركي في سورية، من خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب الطيب أردوغان مؤخراً، حيث شدد الأول على أنه من غير المقبول تقسيم سورية إلى مناطق نفوذ، وأكد حل مشكلة إدلب والقضاء على جميع التنظيمات الإرهابية فيها لأن ذلك يمثل شرطاً لتهيئة الظروف المواتية للعملية السياسية في سورية، وذلك ردا على طلب أردوغان طرح سيناريو مشابه لاحتلاله عفرين وجرابلس في إدلب وشرق الفرات.

وفي الصدد تعتبر مصادر في المعارضة السورية أن إتفاق سوتشي هو مجرد إعلان ليس إلا، خصوصا بعد الخروقات المتكررة من المجموعات المسلحة، أي هو مجرد تأكيد حضور الدول المعنية به على خط الأزمة السورية، على حد قول هذه المصادر. وتؤكد ألا حل لوضع إدلب الراهن، والإنتهاء من سيطرة جبهة “النصرة”، التي أنشأت جراء تقاطع إستخباراتي دولي، إلا من خلال حل سياسي شامل لسورية، وربما في المنطقة ككل، على حد تعبيرها.

وترى هذه المصادر أن بإمكان أنقرة خنق “النصرة” في إدلب، ولكن هذا الأمر يغضب الولايات المتحدة، لأنه لم تأت الساعة المناسبة لإجتثاث هذا التنظيم الإرهابي، أي بلوغ الحل السياسي المرتجى، لذلك ليس من مصلحة الدول الشريكة في الأزمة، إيجاد حل لإدلب ومنطقة شرق الفرات في الوقت الراهن، ودائما بحسب المصادر المعارضة.

وبالإنتقال الى الأوضاع شرق الفرات، فهي تشبه الوضع في إدلب من حيث الأهداف الخارجية، أي الإبقاء على بؤر توتر في سورية، لحين بلوغ العملية السياسية الشاملة، لفرض الإملااءت الأميركية في هذه العملية، برأي مصادر سياسية سورية، والتي تجزم أن الأكراد غير مؤهلين راهناً لإدارة مرافق الدولة، رغم مطالبتهم الدولة السورية بالإعتراف بإدارتهم الذاتية. كذلك الأمر في شأن الاحتلال التركي، فهو مؤقت، ينتهي مع إنتهاء الأزمة، ويعود الوضع كما كان عليه قبل إندلاع الأزمة، تختم المصادر.

-موقع المرده-