بعد التصعيد الإرهابي الكبير الذي شهدته مناطق الشمال أول من أمس، لم تهدأ وتيرة الاشتباكات إثر تكرار محاولات الخرق والتسلل الإرهابية باتجاه نقاط الجيش العاملة بالمنطقة.
مجموعات إرهابية تسللت صباح أمس، من محور أطراف مورك والصخر والجنابرة بقطاع ريف حماة الشمالي من «المنطقة المنزوعة السلاح»، باتجاه نقاط الجيش للاعتداء عليها، لكن عناصر الجيش تصدوا لها بالأسلحة الرشاشة، ما أسفر عن مقتل العديد من الإرهابيين وجرح آخرين وفرار الناجين نحو نقاط تمركزهم في عمق «المنزوعة السلاح».
وبيَّنَ مصدر إعلامي لـ«الوطن» أن مجموعات إرهابية أخرى تابعة لما يسمى «كتائب التوحيد»، حاولت التسلل من محور قلعة المضيق وتل عثمان بريف حماة الغربي، نحو نقاط عسكرية مثبتة بسهل الغاب لاستهدافها، ولكن الجيش كان لها بالمرصاد، حيث استهدفها برمايات صاروخية كثيفة حققت إصابات مباشرة.
كما دك الجيش بمدفعيته الثقيلة مقرات للمجموعات الإرهابية في خان شيخون والتمانعة وتل الشيح وتحتايا وسكيك والخوين والزرزور والكتيبة المهجورة بريف إدلب، لخرقها «اتفاق إدلب» أيضاً.
بموازاة ذلك ذكرت مواقع إلكترونية معارضة أن الشرطة العسكرية الروسية التي كانت تتمركز في تل رفعت، انسحبت أول من أمس بشكل مفاجئ من مواقعها، فيما قامت «وحدات حماية الشعب» الكردية برفع علم الدولة السورية، «والترويج لدخول وحدات من الجيش العربي السوري»، على حد زعم المواقع التي نفت دخول أي قوات أو وحدات تابعة لـلجيش السوري إلى داخل مدينة تل رفعت.
ولفتت المواقع أن الانسحاب الروسي جاء بعد قمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في موسكو يوم الإثنين الماضي.
إلى ذلك، اتخذت جبهة النصرة من قصف عناصر من «حركة أحرار الشام الإسلامية» إحدى أهم ميليشيات «الجبهة الوطنية للتحرير» التي شكلتها تركيا، لموقع للجيش العربي السوري في ريف حماة الشمالي من دون الرجوع لغرفة عملياتها، ذريعة لاستكمال مخططها الذي بدأته مطلع العام الجاري بالقضاء على ما تبقى من ميليشيات مسلحة تابعة لتركيا والسيطرة بشكل كامل على محافظة إدلب، التي تهيمن على 90 بالمئة من رقعتها الجغرافية، وأرياف حلب وحماة واللاذقية المجاورة لها.
وأكدت مصادر معارضة مقربة من «أحرار الشام» لـ«الوطن»، أن «النصرة» استقدمت تعزيزات كبيرة إلى محيط الجيوب التي يوجد فيها عناصر من الميليشيا في مدينتي أريحا ومعرة النعمان ومحيطهما وباتجاه بلدة قلعة المضيق، التي تشهد توتراً كبيراً ببن الطرفين، وباقي مناطق ريف حماة الشمالي لمد نفوذها العسكري إلى المناطق كاملة والتي تحكمها إدارياً عن طريق «حكومة الإنقاذ» التي تتبع لها، إثر التوصل لاتفاق منتصف كانون الثاني الماضي، قضى بتسليمها إدلب وجوارها وانسحاب معظم مسلحيها إلى عفرين بريف حلب الشمالي.
وتوقعت المصادر أن يحكم الفرع السوري لتنظيم القاعدة قبضته العسكرية على إدلب والأرياف المجاورة لها بشكل تام خلال الأيام المقبلة، لينفرد بالسيطرة على «المنطقة المنزوعة السلاح»، التي نص عليها اتفاق سوتشي، منتصف أيلول الماضي.
وكانت عمليات دهم متبادلة لنقاط عسكرية شهدتها قلعة المضيق أمس، بين «تحرير الشام» و«أحرار الشام»، على خلفية اعتقال الأولى عناصر من الثانية استهدفوا من منطقة تابعة لها، موقعاً للجيش العربي السوري دون التنسيق معها، الأمر الذي دفع عناصر من الثانية للرد باعتقال إرهابيين من «تحرير الشام» والسيطرة على مواقع لها. ورجحت المصادر توسع رقعة الاشتباكات لتشمل جميع نقاط انتشار وتمركز الفريقين، قبل تنصيب «النصرة» الحاكم الأوحد لإدلب وجوارها.