–وقع كلمات الرئيس عون على مسامع الحكام العرب بمثابة تأنيب الضمير
***
مرة أخرى من على منبر عربي، كما من على المنابر الدولية، يسمع صوت صارخ في البرية، هو صوت الرئيس العماد ميشال عون، الذي يقع على مسامع الحكام العرب بمثابة تأنيب الضمير، بسبب تقصيرهم بحق الشعوب العربية وعلى رأسهم الشعبين اللبناني والسوري وطبعا الفلسطيني، فلا يكفي البيان الصادر عن اجتماع القادة العرب في تونس، باستنكار قرار ترامب حول الجولان السوري المحتل، لان الكلام من دون اجراءات تتبعه ضد اسرائيل او تجاه المجتمع الدولي لحثه على اتخاذ اجراءات عملية توقف تداعيات القرار الاميركي كما الذي قبله بإهداء القدس الى اسرائيل، هو مجرد حبر على ورق، في حين ان ليس مهما النتيجة من القمة العربية في تونس، فكل القمم العربية لا ترقى الى مستوى الاحداث في منطقتنا، ولكن مجرد مشاركة رؤساء شرفاء في القمة كالرئيس العماد ميشال عون، الذي يحسب له العالم حساب، وبخاصة أعداء لبنان القريبين منهم والبعيدين، وإسرائيل على رأسهم، يعطي القمة قيمتها المعنوية.
وكما العادة شكلت كلمة لبنان امس في القمة العربية علامة فارقة، سأل فيها الرئيس العماد ميشال عون أن ” كيف ستُترجم الاعتراضات الدولية والاستنكارات والإدانات لما جرى ويجري؟ وهل سيتمكّن مجلس الأمن من حماية حق سوريا ولبنان في أراضيهما المحتلة؟ هل نريد لسوريا أن تعود إلى مكانها الطبيعي بيننا والى الحضن العربي؟ هل نريد لليمن أن يعود سعيداً وينعم شعبه بالأمن والاستقرار؟ هل نريد لفلسطين أن لا تضيع وتُستباح معها القدس وكل مقدّسات الأديان؟ لا بل أكثر من ذلك، هل نريد لكل دولنا الأمن والاستقرار، ولشعوبنا الأمان والازدهار؟ مؤكدا ان لبنان لم يعد قادرا على استضافة ما يوازي اكثر من نصف مواطنيه وهو قطعاً لن يقبل بأي شكل من اشكال التوطين”، واضعا بالجملة الاخيرة النقاط على الحروف، بايصاله رسالة جازمة للمجتمع الدولي كما لبعض المتواطئين مع هذا المجتمع في الداخل اللبناني، الذين يسعون لابقاء النازحين على أرضنا لأطول مدة ممكنة، بأن لن نقبل لا بالتوطين عندنا ولا بدمج النازحين في مجتمعنا، وهي أهداف دولية تضر بسلامة لبنان وتقضي على ديمومته، ونحن بدورنا، نعد شعب لبنان العظيم، اننا بقيادة الرئيس القوي العماد ميشال عون، لن نسمح لهذه الاهداف ان تتحقق في العهد العوني وفي كل العهود، إلى قيام الساعة.