أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


زيارة بالغة الدلالات للرئيس عون لروسيا بعد زيارة بومبيو المستفزة للبنان- نسيم بو سمرا

السيد نصرالله ينوّه بوحدة الموقف الرسمي اللبناني تجاه مواقف بومبيو

***

هي محطات عدّة حفلت بها الساحة اللبنانية في الأيام الاخيرة، اختممت بزيارة بالغة الدلالات قام بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لروسيا، بعد الزيارة المستفزة بمضمون خطابها  لوزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو للبنان، في حين توّجت زيارة الرئيس عون بلقاءٍ مع الرئيس الروسي القيصر فلاديمير بوتين، وذلك قبيل إطلالة الأمين العام  لحزب الله السيد حسن نصرالله عصراً مطْلقاً مواقف ردّ فيها على رسائل بومبيو التي تجاوزت كل السقوف، لزائر دبلوماسي رفيع المستوى بحجم بومبيو.

في الشكل، كما في المضمون، فشلت الاهداف الاميركية المخطط لها للزيارة، وهذا بفضل وحدة الموقف الرسمي اللبناني، والذي نوّه به أمس الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، داعياً “الى مواجهة العقوبات الاقتصادية الاميركية على لبنان بمزيد من الوحدة الوطنية”، ,وأشار الى ان “حين يطال الظلم كل اللبنانيين جراء هذه العقوبات، فحينها يجب ان نفكر بموقف آخر بمواجهة اميركا”، منتقداً ادعاء بومبيو حرص واشنطن على لبنان، وسأل: “بماذا تحرص الولايات المتحدة على لبنان، بمساعدة اسرائيل والتكفيريين ضد لبنان”؟ كما تناول السيد نصر الله، مسألة القرار الأميركي في شأن الجولان والتطورات في غزة.

غير أن زيارة بومبيو تختصر برسالة واحدة، جاء ليبلغها الى المسؤولين اللبنانيين، مفادها ضرورة فك ارتباطهم بحزب الله، والا ستزيد العقوبات الاميركية على لبنان، ما سينعكس سلبا على الاقتصاد، وهذا على الرغم من تأكيد بومبيو حرص بلاده على الاستقرار الامني في لبنان ومنع انهيار الاقتصاد، وهو إصرار على ما يبدو قابل للتبدل، ونحن خبرنا في لبنان كيف يمكن للدول الكبرى ان تبدّل رأيها بين ليلة وضحاها وبخاصة منها الولايات المتحدة الاميركية، التي تعمل وفق مصالحها ومصالح إسرائيل فقط، ما يضع لبنان امام تحدياتٍ لجهة التوفيق بين حفظ استقراره الداخلي، وبين التكيف مع موجبات المواجهة الأميركية المفتوحة مع إيران وحزب الله، بشكل مباشر، وبشكل غير مباشر مع روسيا.

أمّا الاهم فهي المشهدية المعبّرة من موسكو، التي رسمها الرئيسان الجنرال ميشال عون والقيصر فلاديمير بوتين في الكرملين، الذي بات يوازي بقوته على الساحة الدولية، قوة دوائر القرار في البيت الابيض، والأهم من شكل اللقاء في الكرملين، هو أهداف لبنان من الزيارة، التي تصنّف بالتاريخية نظرا لنجاحها في مقاربة العلاقة التاريخية مع روسيا، وبروز أولويات الجانب اللبناني الذي تمثل بمسألة اعادة النازحين السوريين والموضوع الاقتصادي ووضع مسيحيي المشرق، وسط كلامٍ لافتٍ من الرئيس عون، شكر فيه نظيره الروسي على “مواقفه المُدافِعة عن الأقليات المسيحية في المشرق التي مرّت بظروف صعبة لم تنته بعد، ونتمنى ان تستمر في هذه المساعدة”، قبل ان ينتقد عون الولايات المتحدة دون تسميتها حين تطرّق إلى “ضم الجولان لاسرائيل، وهو الأمر الذي يتعارض مع كل قرارات وقوانين الأمم المتحدة، وهي المرة الثانية بعد القرار حول القدس التي تهِبُ فيها دولةٌ، أرضاً ليست لها، وهذا مثار قلق بالنسبة الى الدول المحيطة باسرائيل ونتمنى ان تُطَمْئننا الى المستقبل”، ومضيفاً “اننا التقينا الشخصيات الاقتصادية الروسية وكان هناك تفاهم في ما بيننا على المستقبل القريب”، في حين ركّز بوتين على اهمية العلاقات مع لبنان “الشريك القديم والتقليدي في منطقة الشرق الأوسط”.