على قلب واحد وأمل واحد، وعزيمة لن تلين، قال السوريون بالأمس كلمتهم، وأوصلوا موقفهم للعالم كله، بأن الجولان عربي سوري، وسيحررونه كما حرروا أراضيهم من الإرهاب، وأمام اللحظة المفصلية في تاريخ المنطقة، كما وصفها أمين عام حزب اللـه السيد حسن نصر اللـه، يتكشف أمام الجميع انتهاء دور المؤسسات الأممية، وانعدام قدرتها على حماية حقوق الشعوب، ليبقى الخيار الوحيد القادر على استعادتها هو خيار المقاومة.
الشارع السوري تحرك أمس منتفضاً بوجه القرار الأميركي، وأعلن السوريون بجميع أطيافهم بأن الجولان سيبقى سورياً، ولن تتمكن أي قوى مهما بلغ عتوها من تغيير هذه الحقيقة.
في الأثناء اعتبر أمين عام حزب اللـه حسن نصر اللـه، أن الاعتراف الأميركي بـ«سيادة» كيان الاحتلال الإسرائيلي على الجولان العربي السوري المحتل، يدل على الاستهتار بالعالم العربي والإسلامي، واصفاً هذا القرار بالحدث المفصلي في «تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي».
وقال نصر اللـه في كلمة له حول آخر التطورات السياسية: إن ترامب استهان بمواقف الدول الحليفة لأميركا، التي لم تكن في حساباته حين اتخذ قراره بشأن الجولان، مضيفاً: «قرار ترامب يعبر عن استهانة بكل القرارات الدولية والإجماع الدولي بأن الجولان أرض سورية محتلة»، ولفت إلى أن «الإدارة الأميركية تستخدم المؤسسات الدولية بقدر ما تخدم سياستها ومصالحها»، مشيراً إلى أن ما فعله الرئيس الأميركي «يدل على عدم قدرة المؤسسات الدولية على حماية أي حق من حقوق الشعوب».
واعتبر نصر اللـه، أن «ترامب وجه اليوم ضربة قاضية لما يسمى عملية السلام في المنطقة»، وأضاف: «إنّ صمت العالم العربي على مصادرة ترامب للقدس جعله يتجرأ على موقفه بشأن الجولان المحتل».
وفيما لم يستبعد أمين عام حزب اللـه، أن يعترف ترامب بـ«السيادة الإسرائيلية» على الضفة الغربية بعد قراره بشأن الجولان المحتل، شدد على أن «الخيار الوحيد أمام السوريين واللبنانيين والفلسطينيين لاستعادة أرضهم وحقوقهم هو المقاومة».
تأكيد أمين عام حزب اللـه على خيار المقاومة، وموقفه من التطور الأخير، تزامن مع استمرار حملة الإدانات والرفض الدولي لقرار الرئيس الأميركي، طال حتى أبرز حلفائه، حيث رفضت اليابان الخطوة الأميركية، وأعلن المتحدث باسم الحكومة اليابانية، يوشيهيدي سوغا، في مؤتمر صحفي، عدم اعتراف بلاده بقرار ترامب بشأن «سيادة» الاحتلال الإسرائيلي على الجولان السوري المحتل.
كما أصدرت الدول الأوروبية الـ5 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا وبلجيكا، بياناً مشتركاً يرفض الاعتراف الأميركي، وجاء في البيان: إن موقف هذه الدول «معروف جيدا» وهو لم يتغير ويؤكد أن مرتفعات الجولان تمثل أرضاً سورية محتلة من قبل إسرائيل وفقاً للقانون الدولي.
بموازاة ذلك رفضت أربع دول خليجية اعتراف أميركا بسيادة الاحتلال على الجولان، وقالت وكالة «رويترز» للأنباء: إن تلك الدول هي «السعودية والبحرين وقطر والكويت» حلفاء واشنطن في المنطقة الذين اعتبروا «الجولان أرضاً عربية محتلة».
وفي وقت لاحق أمس، وبحسب «رويترز» أعلنت الإمارات عن أسفها واستنكارها لاعتراف ترامب، وأكدت أن «الجولان أرض سورية عربية محتلة وأن قرار الإدارة الأميركية لا يغير هذا الواقع».
الإدانات الدولية الواسعة للخطوة الأميركية، لم تمنع أميركا من الاستمرار بالذهاب بعيداً في خياراتها الإسرائيلية، وقال نائب المندوب الأميركي الدائم لدى الأمم المتحدة، جوناثان كوهن، في كلمة ألقاها أمس، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول قضية الشرق الأوسط: «إنه لن يكون هناك أي اتفاق سلام بين العرب وإسرائيل دون أخذ مصالحها الأمنية في الجولان بعين الاعتبار».
-الوطن السورية-