–باسيل في قداس دير القمر: لقاؤنا ليس لقاء مصالحة بين حزبين بل لدفع اهلنا لبناء حياة مشتركة خالية من الاحقاد ومستقبل بلا خوف وحذر
لفت رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في كلمة له بعد قداس “التوبة والمغفرة” تخليدا لذكرى شهداء الجبل، في كنيسة سيدة التلة في دير القمر، الى ان شرفني الرئيس عون بتمثيله اليوم والجبل عزيز جدا على الرئيس عون ونلتقي اليوم في عاصمة لبنان الاولى بدير القمر التي سقط منها الشهداء، نلتقي اليوم في كنيسة سيدة التلة ويتزامن لقاؤنا اليوم قبل يومين من عيد البشارة وهذه الرمزية الكبرى اليوم في هذه الكنيسة التي كانت دائما مأوى للمضطهدين ونستذكر الشهداء الذين سقطوا في مثل هذا النهار ونعاهدهم بأن دمائهم لم تذهب هدرا ، فصحيح اننا نلتقي في ذكرى اليمة ولكن نحن نلتقي من اجل كل شهداء لبنان، وأكّد ان كمال جنبلاط لم يكن شهيد الدروز بل شهيد كل لبنان والجريمة التي وقعت استجلبت المآسي لكل الوطن، ونحن نلتقي بدير القمر بلدة الرئيس الراحل كميل شمعون وكبار اخرين ومنهم المعلم بطرس البستاني الذي قال ان الندم من جهة والصفح من جهة اخرى من شأنه تقريب القلوب، عنوان تقريب القلوب اليوم هو “التوبة والمغفرة” وانا اقول لا يوجد مغفرة من دون توبة ، والتوبة هي الانتقال من الخطيئة الى الصواب نحن ابناء مدرسة يقول قائدها باننا قوم نسامح ولكن لا ننسى، وعدم النسيان ليس لاجل الثأر بل لعدم تكرار الخطأ .
وشدّد باسيل على ان العودة السياسية تمت في الانتخابات النيابية الاخيرة والمطلوب اليوم العودة الاقتصادية وهذه مسؤولية مشتركة، لان وحدة الجبل اساس لوحدة لبنان ووحدتنا في الجبل لا تعني الانعزال عن الاخرين والعودة الحقيقية لأهل الجبل تكون بإقفال وزارة المهجرين ونحن بانتظار خطة تفصيلية من الوزير المعني لإقفال هذا الملف، ومن بعدها يجب ان يكون هناك مؤتمر للعودة وهي تكون بالزراعة النوعية والسياحة البيئة والصناعة الذكية. مضيفا ان عندما نتحدث عن المصالحة نتحدث عن الحقيقة وهي تقتضي مصارحة بعضنا البعض ولا عودة عن ذلك تحن اي خلاف سياسي ، فالمصالحة القوية التي تكون بين الناس هي التي لا يستطيع ان يستغلها السياسيون ، ولا مصالحة من دون معرفة الحقيقة التي تريح الناس، ويبقى ان يكون للجبل خصوصيته وهي ليست مسيحية بمنأى عن الدروز ولا درزية بمنأى عن المسيحيين ولاجل ذلك بدأنا بالتفاهمات مع الاخرين، مع حزب الله وتيار المستقبل والقوات والمستقبل ونأمل ان نجريها مع الحزب التقدمي الاشتراكي، اما اللقاء اليوم فليس مصالحة بين حزبين لاننا لم نتحارب كحزبين في الجبل بل هو لقاء لدفع اهلنا لبناء حياة مشتركة خالية من الاحقاد ومستقبل خالي من الخوف والحذر نحن لا نستغل دماء الناس ولا يحق لنا التعامل فيها بالسياسة ، لافتا الى ان النزوح في الداخل مكلف والعودة صعبة فكيف لا يكون لدينا هم من نزوح الخارج، وعندما نتحدث عن الماضي يجب ان نزيل غباره عنا وهذا يحتاج الى نقد فكري وتاريخي، فعندما درس المستشرقون واقع الجبل لم يجدوا فرقا بين المسيحي والدرزي ، ولكننا استجلبنا الاخرين وجلبوا لنا المآسي، وقد استطعنا الانتقال من لبنان الصغير الى لبنان الكبير والتحدي اليوم هو ليس موضوع المغفرة والتوبة ، فالحل من الخطايا هو من الله وليس ملكنا ان نعطي المغفرة او لا، واضاف ان الصحيح انه لا يسمح لمسيحي ان لا يعطي المغفرة وان لا يكون متسامحا ، وهذه الامور باتت وراءنا اما التحدي الاكبر هو العمل معا لعودة الجبل الى ذاته وشراكته لان العودة لا تتحقق بالامن فقط بل هي بحاجة الى الامان.
وختم باسيل بالتأكيد ان ابناءنا اولى بالمعروف من الخارج ، ونحن اليوم نطوي صفحة دموية من تاريخ حرب الاخرين على ارضنا، ونفتح صفحة جديدة من المستقبل الآمن.