ليس يعنينا إذا ارتأت أية سيِّدة نائب، أن تكون “نائبة” على نفسها وعلى ناخبيها..
ولا تعنينا كيفية وصول أيّ أحدٍ الى ساحة النجمة، عبر حزب سبعة أو سواه، طالما أن تقييم الأداء هو الذي يحكم بين الآدمي وبين مَن “يعمل السبعة وذمِّتها” بعد انتخابه..
كل ما يعنينا، نحن طبقة أبناء الحلال في هذا الوطن، أن نرفض رمي الحرام على أحد، أو أن يرمينا أيُّ أحدٍ بالحرام، وبالتالي لا يستحق فيديو “إعترافات سائق” كل هذه الضجَّة والتحقيق، حول مَن أنتج ومَن “مَنتَج”، طالما أن سيرة حياة بعض أهل السياسة في لبنان تعتمد على “المونتاج”، وكل قباحة في السيرة الذاتية “يستِرها المكياج”، وبعد،
عندما قرَّر الإعلامي بول باسيل تأسيس موقعه الخاص والمستقلّ “آغورا ليكس”، فلأنه رجُلٌ حرّ لا يرغب الإستكتاب عند أحد، وإذا كانت تُهمته أنه عوني وتيار وطني حرّ فهي تُهمة شريفة، وإذا قرر أن يكتب الحقيقة كما هي تحت الشمس فهو ينقُل نبض الشارع ولكن، ما كان يوماً بول باسيل إبن شارع، بل هو إبن بيت مسيحي مؤمن، وتربيته مسيحية لبنانية مشرقية، وهاجسه الوجود الكريم للمسيحيين وسائر الأقليات في شرق الشياطين هذا …
وليس الآدمي بول باسيل بحاجة للتضامن معه شخصياً، ونحن كما بعض كُبريات محطات التلفزة، لا نُدافع عن بول باسيل، بل نُدافع عن الحق، وعن الكلمة الحُرَّة بمواجهة من يدَّعون أنهم من دُعاة حرِّية الإعلام، ويُحلِّلون لأنفسهم ما هو مُحرَّم على الآخرين، لا بل باتوا على كل الشاشات ووسائل الإعلام، وباتوا هُم القضية، يُناطحون الكُلّ، كما دونكيشوط مع طواحين الهواء، وبول باسيل آخر همومه وغايات موقعه هذه الجعجعة من غير طحين، وهو كان وسيبقى كما كل الأقلام المؤمنة بلبنان السيادة والكرامة والعيش الواحد، وإذا كانت هناك من جريمة ارتكبها بول باسيل – ونحن شركاء فيها – أنه آمن وآمَنَّا بلبنان الحُلم، وبفخامة الآدمي ميشال عون جبلاً لبنانياً شامخاً، ومَن يُحاسبنا في السياسة على عونيتنا فليرجمنا بحجرٍ ولكن، حذاروا أن ترجموا الأوادم بالحرام، لأن لقمتنا حلال الحلال من أرضِ لبنان الطاهرة، لا هي من ليبيا ولا من الخليج ولا هي من بيع المبادىء على أدراج السلاطين ولا على أبواب دواوين الملوك…