– وزراء تكتل لبنان القوي لن يكونوا شهود زور على فشل حكومة العهد
***
حين كنا نحاول إقناع الاصدقاء قبل الخصوم؛ ان التيار الوطني الحر لن يكون يوما حزب السلطة، بل سيقلب السلطة رأسا على عقب لتشبهه، لا ليتغير فيشبهها، لأن “مناضلي التيار” لا يمكن ان يتعايشوا مع الفساد؛ لم يصدقونا، وبالتالي أظهرنا بالممارسة أن لا صفقات وتسويات حصلت لابرام التسوية الرئاسية، ولا تنازل عن مبادئ او مطالب الاصلاح لتحقيق التغيير، والذي أسس له كتاب “الابراء المستحيل” فأصبح قانونا، تحقّق بموجبه إنجاز الحسابات المالية للدولة اللبنانية، والتي على أساسها سيحدّد الفاسد من الصالح، أمّا الاساس الذي سيبنى عليه لإنجاح حكومة العهد الاولى، فهو ملفا اعادة النازحين ومحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين، بل هم ذهبوا لاتهامنا بمسؤوليتنا عن التدهور الاقتصادي للوطن والانحلال سياسي للدولة، الذي تأسسّ في عهود الوصاية، حكم فيها لبنان بالفكر الميليشيوي القائم على الفساد والتسلط طوال 30 سنة، وكنا اول من عانى في تلك المرحلة السوداء من تاريخ لبنان الحديث، فدفعنا ثمن مقاومتنا، نفياً واعتقالات وجرحى بالمستشفيات، ومستقبل ضائع.
حين تحقّق الحلم بتحرير لبنان وانتصار قضيتنا في العام 2005، أعلنا أن بعد تحرير الارض جاء وقت التحرّر من الفساد والطائفية، فانبرت الجهات نفسها التي وقفت بوجهنا خلال زمن الوصاية وحاربتنا بعصا المحتل، لتكذبنا من جديد، وتحاول التصدي لمشروعنا، بعصا المذهبية هذه المرة لحماية المرتكبين، ولكن نطمئن الى ان بعد استعادة قائد مسيرة التحرير العماد ميشال عون قصر بعبدا، بالبذة المدنية هذه المرة لا العسكرية، سنحقّق حلم شعب لبنان العظيم، ببناء وطن، ترجم بإطلاق عملية مكافحة الفساد، وكرّ سبحة التوقيفات وإحالة المزورين ومخالفي القوانين الى القضاء، لاول مرة منذ عقود، استبيحت خلالها المؤسسات العامة وهدر فيها المال العام، فالورشة الاصلاحية التي انطلقت ولا شيئ سيوقفها، ستثبت لكل مشكّك، اننا جادون كما كنا دائما خلال مسيرتنا النضالية، واننا بتنا في عهد التغيير الذي سيغير وجه لبنان الى الابد ويضع وطن الارز، مجددا على الساحة الدولية سياسيا كما سيعيد الى وطننا دوره الحضاري على خارطة العالم، التي رسمها شعبنا، بالدم والدموع.
إنّ إحياء التيار الوطني الحر “ذكرى 14 آذار” أول من أمس، أعاد رسم المشهد السياسي الداخلي، وقد صحّح رئيسه الوزير جبران باسيل بوصلة الحكومة، فحدّد معايير أساسية لعملها كي تنجح، بتأكيده ان وزراء تكتل لبنان القوي لن يكونوا شهود زور على حكومة العهد، معلناً خلال كلمته: أن “إمّا عودة النازحين او لا حكومة، واما طرد الفساد عن طاولة مجلس الوزراء او لا حكومة، وإما صفر عجز كهرباء او الحكومة صفر ولا حكومة”.
في الموازاة، كان ملف النزوح، الحاضر الابرز كما دائماً، خلال استقبال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رئيس حزب “التحالف من اجل السلام الاوروبي” روبرتو فيوري على رأس وفد برلماني، حيث اكّد الرئيس عون رفض “انتظار الحل السياسي لإعادة النازحين”، مشيرا الى ان “لبنان يعمل مع المراجع الدولية لتحقيق عودة آمنة، الّا انّه يصطدم بمواقف دول، تقدّم الحل السياسي للأزمة السورية على عودة النازحين، وهذا ما لا نقبل به لاننا استضفنا النازحين لأسباب انسانية نتيجة القتال الذي كان دائراً في سوريا والنقص في المواد الغذائية، الا انّ القتال توقف اليوم على نحو شبه كامل. وقد لفتت معلومات ان التيار الوطني الحر اطلق صفّارة انذار وتحذير، من خلال مواقف رئيسه الوزير جبران باسيل، وكلامه هذا ليس تصعيدياً في وجه أحد، ولا استفزازياً لأحد، بل هو إعلان مبكر برفض الألاعيب القديمة في التعطيل الداخلي، او انتظار إشارة الخارج. وذكرت أنّ كلام رئيس التيار عالي النبرة، ولكنه ايجابي، هدفه خلاص لبنان، وتحقيق الرؤية الوطنية لرئيس الجمهورية ونجاح الحكومة ولهذا، اشتكى رئيس “التيار” أمام أعضاء تكتل لبنان القوي، خلال الاجتماع الأخير كما تفيد المعلومات، من بطء الحركة الحكومية وتراخيها. وبحسب العونيين، لا بدّ للحكومة من أن تكون في مسار انتاجي أكبر وأسرع، خصوصاً أنّها لا تملك ترف الوقت ولا ترف التساهل في نشاطها، وبالتالي لا بدّ من تكثيف الوقت والمجهود لوضع الخطط على الطاولة ومناقشتها واقرارها في أسرع وقت.