– نعم وقفت على كل واحد منّا… (جورج توما)
***
إذا كانت الأحزاب العقائدية او الأيديولوجية تُؤمن أو تعتقد بمبادىء معينة أو عقيدة شاملة تغطي نواحي الحياة. فهي تتوزع الى:
1- أحزاب كوادر: وهي أحزاب النخب الإجتماعية والتي تتوسل الإقناع للنجاح في عملها السياسي كالحزب الراديكالي في فرنسا وحزبي الكتلة الوطنية والكتلة الدستورية في لبنان أو أحزاب الولايات المتحدة الأميركية لكن إدارة هذه الأحزاب تخضع لمجموعة من الوجهاء تحركها.
2- أحزاب جماهير: كالحزب الشيوعي في الإتحاد السوفياتي السابق أو الحزب الشيوعي الصيني وهي تستقطب المحازبين من كل الفئات وعلى الرغم من تفاوت مستواهم العلمي وتتوسل المهرجانات والإستعراضات والمظاهرات وإن كانت هذه الأحزاب أي الجماهيرية تتحول الى مخضرمة عندما تضم نخبة تنفرد في تسيير الحزب بالإضافة الى كتلة كبيرة من الأميين السياسيين.
3- أحزاب الأشخاص: والتي يكون الولاء فيها للشخص وليس للمبادىء أو العقيدة كما في الكوادر أو الجماهير وذلك بسبب وجود بيئات خاصة تعيش في حالة تخلف يعاني منها الشعب على الصعيد الإقتصادي أو السياسي.
هذا في ما خص الأحزاب أما الطوائف الدينية مثل الكاثوليكية والأورثوذكسية والبروتستانتية والفروع الأربعة للديانة اليهودية (الأورثوذكسية والمحافظة والإصلاحية والتجددية) وفرق الإسلام من سنة وشيعة و… والهندوسية وفروعها… وكل طائفة تعتنق أفكار أو رواية مختلفة وأحياناً متشابهة عن الخالق والخلق والكون بكامله وفي النهاية تتشابه مع الأحزاب بوجود حاكم أو رئيس يتربع فوق نخبة حاكمة وسط أكثرية أميّة أو غير مثقفة دينياً أو سياسياً تؤمن بكذا وكذا وكذا.
أما فيما خصنا نحن في لبنان وبالرغم من أن الأكثرية تعتبر أن نقمة لبنان في طوائفه أو بالأحرى في تفكيرنا الطائفي الّا أن هذا التفكير برأيي غير صحيح إطلاقاً فالأحزاب والطوائف تشبه بعضها إن في لبنان أو في أي بلد آخر متقدم أو متخلف لكن مشكلتنا نحن في لبنان في إختلال سلم القيم، فلا مشكلة في ما تعتقده أو ما تُؤمن به طالما أنك تتعامل مع من يؤمن بما تؤمن أو من يخالفك الرأي وفقاً لهذا السلم أي الحق، العدل، الصدق، القانون، الحقيقة، الحرية… فلا تعود الطوائف مشكلة، فحتى لو كنت علمانياً كاملاً، “مثقفاً”، “حضارياً”… وكنت تناصر من هو من “حزبك” أو طائفتك ولو لم يكن محقاً وتؤيده فقط لأنه من حزبك فهنا المشكلة.
إذن رتبوا سلم القيم وأعيدوا وضع معاييره واعتباره ولقنوه للنشىء في مدارسنا كي يصبح لديه مناعة ضد أي مرض من أمراض مجتمعنا.
أعيدوا بث أمثالنا الشعبية التي تمجد الأخلاق وتقيم اعتباراً للمُثُل والقيم مثل: الكرم مرجلة أو الرجال بأفعالها والجار قبل الدار…
وإحذفوا لا بل إمحوا ما راج من أمثال تدعو الى الخضوع والاستسلام وفعل أي شيء من أجل الربح ومنها: الكذب ملح الرجال وعيب علّي بيصدق، وحط راسك بين الرؤوس ونادي يا قطّاع الرؤوس والف قلبة ولا غلبة والشاطر بشطارتو وأخيراً البدعة أو المزحة السمجة: شو وقفت عليّ؟
نعم وقفت على كل واحد منّا والسلام.