أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


نصر الله: ماضون إلى النهاية في المعركة على الفساد حتى نتأكد أن بلدنا مرّ مرحلة الخطر الوجودي

-إذا قبل حزب الله بإقفال ملف الحسابات المالية أو التسوية فيه فإنه يكون حزباً فاسداً ومنافقاً

***

لفت الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الى ان يجب أن نتذكر على مدى ثلاثين عامًا أو اكثر جميع الذين بادروا لجمع المال والدعم والقيام بهذا العمل المبارك المقاومة ليست قائمة فقط على دعم ايران وممولين وإنما أيضاً على دعم شعبي كبير، مشددا على ان  هيئة دعم المقاومة أمّنت الفرصة لتوسيع مساحة الجهاد بالنفس والمال.

السيد نصرالله وخلال الذكرى الـ30 لتأسيس هيئة دعم المقاومة الإسلامية أشار الى ان العقوبات الأميركية من المتوقع أن تشتد على داعمينا ونتوقع أن تضيفنا دول أخرى إلى لوائح الإرهاب، موضحا ان في لبنان بدأوا في المصارف وفرضوا لائحة من الضوابط ولائحة باسماء التجار اللبنانيين للتضييق علينا وهذا الامر قد يستمر لنرى المزيد من التضييق، مضيفا ان سنجد لاحقاً تفريخاً للوائح الارهاب كما فعلت بريطانيا وعلينا التوقع ان دولاً اخرى ستقوم بنفس الخطوة البريطانية ضد حزب الله،  وعلينا ان ننظر الى هذه الخطوات والاجراءات بأي سياق تأتي لنقف في وجهها ونعطل اهدافها وهذه مسؤولية المقاومة واهلها وبيئتها وكل من يشكل جزءاً في هذه الحركة الانسانية في منطقتنا، ورأى ان هناك هزائم متلاحقة تلحق بأصحاب مشروع الهيمنة الاميركية على خيراتنا ومنطقتنا منذ العام 1982 وحتى الآن وذلك بفعل حركات المقاومة في المنطقة معتبرا ان نحن مظلومون أقوياء ولسنا مظلومين ضعفاء ، فمع مجيء المحافظين الجدد كان هناك مشروع اميركي ضخم للسيطرة على المنطقة لكن صمود المقاومة في لبنان وفلسطين وصمود سوريا وايران اسقط هذا المشروع ولذلك يضعوننا على لوائح الإرهاب لأننا هزمناهم وكسرناهم وأسقطنا مشاريعهم، فمحور المقاومة هو الذي يقف في وجه تطلعات ترامب لتحقيق انجازه التاريخي من خلال “صفقة القرن”، وشدّد على ان منذ العام 2011 جرى العمل لاسقاط سوريا والعراق واليمن، والعديد من الدول الاقليمية كانت ادوات في هذا المشروع، ومجدداً وقفت حركات المقاومة بوجه هذا المشروع الذي فشل ايضاً، داعيا الى التعاطي مع العقوبات ولوائح الإرهاب كتعاطينا مع الحرب لأنها حرب مالية ونفسية ومعنوية.، ولفت الى ان في حرب تموز كان البعض يقف عند حافة النهر وينتظر جثتنا وانتصرنا وكذلك في الحرب على سوريا انتصرنا، واليوم اقول هذه المقاومة لن تضعف بل ستزداد قوةً وعديداً وصنعاً للانتصارات في هذه المنطقة، فالعقوبات ولوائح الارهاب هي حرب على المقاومة وعلينا التعاطي معها على هذا الاساس وعلينا مواجهة هذه الحرب، لافتا الى ان العقوبات تطال كل ما يتعلق بحركة المقاومة التاريخية في منطقتنا لأن المطلوب هو اضعافنا وتجويعنا ولذلك يجب أن نكون صامدين وأقوياء ومتمسكين بمعنوياتنا وعزيمتنا وستخيب آمالهم ومن يدعمنا مستمر بدعمنا. مؤكدا ان قد نواجه بعض الصعوبات ولكن لن يستطيعوا ان يوقفوا عزيمتنا وصمودنا ونحن نستطيع ان نعبر هذه الحرب بالتدبير والارادة، ولفت الى ان قبل اسابيع تحدثنا عن دعم الشعب اليمني وبنشاطات بسيطة تم جمع اكثر من مليوني دولار وتم تسليمها الى اليمن.

وأكّد السيد نصرالله من جهة أخرى ان لا نريد أن نكون وحدنا في معركتنا ضد الفساد لكننا لا نخاف من أن نكون وحدنا مشددا على ان  كتلة “الوفاء للمقاومة” امتنعت عن تقديم عدد من مشاريع قوانين مؤخراً لأن كتلاً نيابية أخرى تقدمت بالاقتراحات نفسها وأعلنتها في الإعلام وذلك لأن هدفنا ليس المنافسة، فكل من يحمل راية المعركة ضد الفساد نحن مستعدون لتعيينه قائداً وأن نكون عنده جنودا وكل من يشارك في المعركة ضد الفساد من موقعه نحن ندعمه اما موقفنا من مال الدولة فواضح وأكثر وزارة ندعو لأن تكون تحت المراقبة والتشديد هي وزارة الصحة، ونحن عندما أعلنا برنامجنا في الانتخابات النيابية قلنا إن بنداً أساسياً في البرنامج سيكون مواجهة الهدر المالي في خزينة الدولة.

ولفت نصر الله الى ان نعتبر أنفسنا في معركة مهمة جدًا لا تقل قداسة وأهمية عن معركة المقاومة ضد الاحتلال والمشروع الصهيوني في المنطقة، واعتبر ان اليوم لا يمكن السكوت عن الفساد لاننا وصلنا الى هذه المرحلة من الخطورة والتهديد بانهيار البلد. لان الانهيار المالي والافلاس يعني ذهاب الدولة والبلد واضاف ان نحن من اللبنانيين الذين قدّموا خيرة شبابهم من أجل بقاء لبنان وبالتالي لا نستطيع أن نبقى من المتفرجين لكي لا نزعج أحدا بفتح الملفات،  وذكّر ان عندما اعلنا عن مكافحة الفساد اعلنا ان العمل الاساسي سيكون في ادارات الدولة لان الجميع كان يحذر من ان الدولة ذاهبة للافلاس، وكشف ان نحن في “حزب الله” شعرنا في العام 2018 أننا أمام واجب جديد إذا وفقنا فيها على الحياد سيضيع كل شيء بعد أن قاتلنا في الجنوب وسوريا لندافع عن لبنان وبقائه مشددا على ان نحن نخوض هذه المعركة من أجل استرجاع المال العام وحمايته ولسنا في معركة مع أي كتل سياسية في حين ان الهدف من تحويل المعركة ضد الفساد طائفياً وسياسياً لحماية فاسدين مفترضين.

وحذّر من ان هناك من يحاول التشكيك بنا في معركة محاربة الفساد كما شككوا بنا في معركة الدفاع عن الارض ولكن لا تراهنوا على تعبنا في معركتنا ضد الفساد لأننا لم نتعب في معركتنا في المقاومة منذ العام 1982 زسنكون في الخط الأمامي أمام أي خطر وجودي يهدد لبنان ، مضيفا: لا تراهنوا على يأسنا لأننا لن نيأس ولن نحبط ونعرف أننا في معركة صعبة ولا نتوقع إنجازات كبيرة وسريعة خلال أسابيع أو أشهر، داعيا من لديه أي ملف أو تهمة فساد على “حزب الله” أو أي أحد فيه فليذهب الى القضاء، أمّا السُّباب والشّتائم فهي تزيدنا عزمًا ولا تراهنوا على إخافتنا من فتنة مذهبية أو حرب أهلية

واوضح في ما يخص ملف الحسابات المالية من العام 1993 للعام 2017، والذي يعد موضوع الـ11 مليار جزءاً منه ثمة وضع غير صحي وملتبس ويكفي الاستماع لمدير عام “وزارة المال” لنرى أن لبنان أمام كارثة مالية وأكّد ان إذا قبل حزب الله بإقفال ملف الحسابات المالية أو التسوية فيه فإنه يكون حزباً فاسداً ومنافقاً وأوضح ان نحن لسنا أول من ذهب إلى ملف الحسابات المالية، بل أول من ذهب إلى هذا الملف هو العماد عون عندما كان يرأس التيار الوطني الحر  وأصدر كتاب “الإبراء المستحيل” لهذه الغاية، وما نناقشه اليوم هي ملفات عابرة للطوائف وعندما تتوفر لنا اليوم معطيات حول ملفات جديدة سنفتحها، ولفت الى ان كل جهة لها وزراء في هذه الحكومة عليها ان تدعمهم في عملهم داخل الوزارات لوقف الهدر وتطبيق القانون.

وختم نصرالله بالتأكيد ان اليوم في الذكرى الـ30 لانطلاق هيئة دعم المقاومة الاسلامية، يجب ان نكمل في معركة المقاومة وفي معركة مكافحة الفساد ليبقى لنا بلدنا قوياً سيداً عزيزاً وآمناً وقادراً على مواجهة كل الصعوبات.