–مصير غوايدو سيشبه مصير قادة المعارضة السورية برهانه على الدعم الاميركي
***
على وقع الازمة الفنزويلية، ووسط تصاعد التهديدات المتبادلة بين ايران وإسرائيل بمواجهة في سوريا، وما تطرحه هذه المواجهة من مخاوف أن تطال شراسة المعارك المُحتملة، لبنان ، في حال استخدم العدو الاسرائيلي مجاله الجوي لمهاجمة مواقع سورية وإيرانية وأخرى لحزب الله، على الارض السورية، تراجعت احتمالات نجاح الانقلاب على الرئيس نيكولاس مادورو في فنزويلا، والذي كان يسعى اليه الرئيس الاميركي دونالد ترامب، من خلال فشل سيناريو المساعدات الانسانية على الحدود الكولومبية، والتي حاول داعمو زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو استغلالها كحجة لادخال السلاح الى فنزويلا بالتزامن مع تحريض واشنطن الجيش، على الانشقاق عن مادورو
وإذا كانت الاحداث في الشرق الاوسط شارفت على نهايتها، مع ضرورة اليقظة من أي مغامرة أميركية- اسرائيلية في الامتار الاخيرة، لمحاولة الحصول على مكاسب سياسية في سوريا؛ يبدو ان الاحداث في فنزويلا شارفت على نهايتها ايضاً، فتدحرج الاحداث على الساحة الفنزويلية، كان ينذر بانقلاب التوازنات بشكل دراماتيكي في أميركا اللاتينية التي ما زالت تقاوم الهيمنة الاميركية على مقدراتها، على رغم انجراف البرازيل وكولومبيا في اللعبة الاميركية الى حدّ ما، والتي لا تفسح شروطها المجال لأي طرف آخر، لتغيير قواعد اللعبة، فإما يلعب من ينضم إليها، وفق البرنامج المحضّر مسبقاً، أو لا يسمح له بالدخول، غير أن التصدّي الروسي للمؤامرة الاميركية باستخدام الفيتو المزدوج الروسي الصيني في مجلس الامن ضد القرار الاميركي، حال دون وقوع الاسوأ لفنزويلا والعالم، لأنّ كل تراجع او خسارة لواشنطن على الساحة الدولية يفيد العالم بأجمعه.
تدل المغامرات الاميركية المتنقلة حول العالم، منذ حرب افغانستان في بداية الالفية الثالثة مرورا بالعراق وسوريا ومحاولات ضرب إيران المستمرة، وصولا اليوم الى محاولة واشنطن إخضاع الدول في حديقتها الخلفية في أميركا اللاتينية، تدل الى ان الولايات المتحدة فقدت توازنها بعد سقوط سياسة القطب الاوحد في العالم، لصالح تعدد الاقطاب الذي فرضته روسيا بعودتها الى الساحة الدولية عبر سوريا، التي اصبحت ساحة استراتيجية لها، ما أدّى الى تراجع النفوذ الاميركي في منطقة الشرق الاوسط بالتدرج، من سوريا الى العراق وصولا الى افغانستان، في حين تسير الامور بعكس ما خطّط له الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وعناوين هذه الخطّة كان أعلنها خلال حملته الانتخابية، مفادها أن أميركا لن تخوض بعد اليوم حروباً غبية حول العالم، ليتورط بعد وصوله الى البيت الابيض، بعدة حروب غبية، كادت آخرها ان تندلع في فنزويلا ، في وقت يجمع الخبراء في الازمة الفنزويلية ان مرور الوقت يصب لصالح الرئيس مادورو، وبخاصة ان داعمي زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو افهموه أنهم لن ينجروا الى استخدام القوة ضد مادورو لاسقاطه، بعدما حشرت الادارة الاميركية نفسها في بداية الازمة، باعلان وزير الخارجية مايك بومبيو كما الرئيس ترامب بأن أيام مادورو، معدودة، وهي تصاريح قصيرة النظر، تذكّرنا ببداية الازمة السورية في العام 2011، حين اعلنت واشنطن ان ايام الرئيس السوري بشار الاسد معدودة، لينتصر الاخير بالحرب العالمية التي شنّت على سوريا، في وقت سيلاقي غوايدو مصير قادة المعارضة السورية، الذين نبذهم الشعب السوري فلفظهم التاريخ، لأنهم راهنوا على الخارج للوصول الى السلطة، كما يفعل غوايدو اليوم بمراهنته على دعم الولايات المتحدة، للوصول الى السلطة في كراكاس على “ظهر” دبابة أميركية.