أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


كما أساء الموسوي لصورة حزبه كذلك يسيئ قادة التيار في جزين لصورة العونيين- نسيم بو سمرا

كل من يضع متراساً بوجه رفيقه العوني يهشّم صورته ويضعف الجميع

***

على الرغم من قساوة المشهد، لأن النائب نواف الموسوي وجه محبوب بشكل عام كما ان مساره السياسي محبّب أيضاً، وعلى الرغم من الصورة المؤسفة التي أظهرها عن نفسه في الاشتباك الاخير الذي حصل مع بعض الافرقاء السياسيين في مجلس النواب خلال جلسات اعطاء الثقة للحكومة، غير ان القرار الذي اتخذته قيادة حزب الله بحق الموسوي ومن دون المبالغات التي تكلمت عن توقيف نشاطه النيابي لسنة كاملة وهذا ليس صحيحاً، لأن القرار اقتصر على احتجابه اعلاميًّا وسياسيًّا لفترة، لم تحدّد بسنة، وذلك لأنه خرق قرارا استراتيجيا كبيرا لقيادة الحزب يقوم على التهدئة وعدم الدخول بسجالات مع أيّ طرف من الأطراف”. وبخاصة ان قيادة حزب الله اعتبرت أنّ ما أدلى به الموسوي تسبب باذية أكبر للحزب منه للآخرين وبالتحديد لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ولذلك وكما يثق الموسوي بقيادة حزبه، نحن ايضا نثق بحزب الله، ونثني على قراره، لناحية جدية الحزب في مقارباته السياسية والانضباط الذي يفرضه على المنتمين الى صفوفه، وهو انضباط كنا نتمنى لو تطبقه أحزاب اخرى على المنضوين فيها.

إنّ المشادات والسجالات بين قيادات عونية في جزين، والتي ذهبت الى ابعد من صراع سياسي لتصل الى الشخصي والاساءة للسمعة، أساءت لصورة التيار الوطني الحر، فكما يفترض ان الموسوي اساء لصورة حزبه، كذلك ما يحصل اليوم بين كل من النائب زياد أسود وعضو اللجنة اللبنانية الروسية لاعادة النازحين السوريين، امل ابو زيد، وكذلك ادخل في العراك العوني العوني هذا، رئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش، تخطت كل حدود، من محاولات تحطيم الاخر، بدأ يؤثر لدى الجزينيين على صورة التيار المشرقة بنظرهم، فربما من الطبيعي ان يشتبك بالسياسة الى حد التجريح الشخصي، الخصوم، ولكن ما هي الحكمة من ضرب مصداقية بعضنا البعض امام الناس، واذا كان هناك من خلافات بين ابناء الحزب الواحد، فيجب ان تحل داخل مكاتب الحزب، في الغرف المغلقة، لا بمبارزات على الشاشات وامام عدسات الكاميرات، يستغلها الخصوم لتحسين صورتهم على حساب صورتنا، وهنا نحن لا نناقش في أساس القضية أي من هو من الثلاثة على خطأ ومن هو على حق، لأننا نثق بالقادة الثلاثة ونعتبرهم من الأوادم الذين وثق بهم الشعب فاقترع لهم في صناديق الاقتراع وقد عيّن البعض الاخر منهم، بمواقع حساسة، في ظل العهد العوني بالذات، ما يعني ان العهد كما رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، يثق بهم، كلّ في موقعه.

وهنا لا بد من التذكير ان لكلّ منهم تاريخه كما انجازاته لجزين والوطن، في حين ان الاصرار على استمرار المناوشات بينهم، والتي تصل في بعض المحطات الى معارك شرسة، تبقى غير مفهومة، ولا شيئ يبررها، مهما حاولوا ذلك، أمام مناصريهم وهي بالاخص لا تقنع العونيين، وبناء عليه يجب وقف هذه المهزلة المستمرة جولاتها، والتي تخف حينا لتعود وتشتعل حيناً آخر، وهي في حال استمرت على هذا المنوال، فستؤدي الى إضعاف الجميع ولن يخرج منها احد منتصرا، لا بل ستهشّم هذه المعارك، صورة كل من يضع متراساً في وجه رفيقه الحزبي، مهما كانت الاسباب والمبررات، ولذلك بات من الضروري التشبه بحزب الله، وفرض الانضباط على الجميع داخل التيار الوطني الحر من دون استثناء.