رفع الجيش العربي السوري من وتيرة استهدافه لمواقع الإرهابيين شمال غرب البلاد، رداً على خروقاتهم المتصاعدة لـ«اتفاق إدلب»، في وقت واصلت فيه المجموعات الإرهابية اعتداءاتها بالقذائف الصاروخية على مدينة محردة، كذلك استهدفت مدينة السقيلبية بأربعة صواريخ، أدت إلى إصابة امرأة إصابة بالغة، إضافة لتضرر العديد من المنازل تضرراً كبيراً.
الإرهابيون أطلقوا أيضاً عدة قذائف صاروخية على بلدة شيزر بريف حماة الشمالي، اقتصرت أضرارها على الماديات.
ورد الجيش على مصادر الاستهدافات الإرهابية في محور اللطامنة كفرزيتا الزكاة بالمدفعية الثقيلة، وبيَّنَ مصدر إعلامي لـ«الوطن»، أن المجموعات الإرهابية التي تدين بالولاء لـ«النصرة»، لم تكتفِ باستهداف المدنيين بمدنهم وقراهم، بل عمدت أيضاً إلى التسلل من نقاط تمركزها على محاور لطمين والزكاة والصياد بريف حماة الشمالي، نحو حواجز الجيش للاعتداء عليها، حيث سارعت حاميتها للدفاع عنها والتصدي للإرهابيين.
على صعيد آخر حضت «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لـ«جبهة النصرة»، ما تبقى من ميليشيات مسلحة تابعة لتركيا في إدلب والأرياف المجاورة لها، على خرق «اتفاق إدلب» أو ما يعرف بـ«المنطقة المنزوعة السلاح».
وقالت مصادر معارضة مقربة من «الجبهة الوطنية للتحرير»، التي شكلتها تركيا من 11 ميليشيا، لـ«الوطن» إن قادة عسكريين في «النصرة» وجهوا رسائل إلى قادة الميليشيات المسلحة طلبوا منهم «الإغارة» على المناطق الآمنة والنقاط العسكرية للجيش السوري فيها، بذريعة الرد على ضربات الجيش لمواقع الفرع السوري لتنظيم القاعدة في ريف إدلب.
وأشارت المصادر إلى أن قادة في «النصرة» التقوا خلال الأيام التي أعقبت اجتماع رؤساء ضامني «أستانا» الخميس الماضي، نظراءهم في عدد من الميليشيات المسلحة الممولة من النظام التركي، بالإضافة إلى التنظيمات الإرهابية التابعة لـ«القاعدة» لحضهم على شن هجمات باتجاه مواقع الجيش السوري على طول المنزوعة السلاح.
إلى ذلك، دعت «حكومة الإنقاذ» التابعة لـ«تحرير الشام» والتي تهيمن وتدير معظم مناطق إدلب والأرياف المجاورة، الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية في بيان لها أمس إلى قصف مناطق سيطرة الجيش العربي السوري الآمنة ونقاطه العسكرية.
وقالت المصادر إن «جيش العزة» في ريف حماة الشمالي استجاب لتحريض «النصرة» ونفذ خروقات عديدة ما استدعى رد الجيش السوري بقوة ضد نقاط إطلاق القذائف والصواريخ.
في سياق منفصل، أوضحت مصادر محلية في مدينة إدلب لـ«الوطن» أن أكثر من عشرين قتيلاً من إرهابيي «تحرير الشام»، سقطوا أمس في تفجير سيارتين مفخختين في نقاط تابعة لها في حي القصور، الأمر الذي استدعى فرض طوق أمني مشدد على الحي ومداخل المدينة عقب نقل الجرحى إلى المشافي، في وقت لم تتبن أي جهة التفجيرين حتى كتابة هذا الخبر.
إلى ذلك قالت مصادر خاصة في إدلب لوكالة «سبوتنيك»: إن المتزعم العام لتنظيم «القاعدة» في بلاد الشام، الإرهابي أبو محمد الجولاني، أصيب بجروح خلال التفجير المزدوج الذي استهدف «موكباً» له بعد ظهر أمس، وأكدت المصادر من داخل إدلب، أن اثنين من مرافقيه من أوزبكستان، قتلا من جراء الانفجار.
ونقل مصدر عن أحد عناصر «الخوذ البيضاء»، الذراع المدني لتنظيم «جبهة النصرة»، أن مسلحي التنظيم الإرهابي ضربوا طوقاً أمنياً مشدداً حول «المشفى التخصصي الجراحي»، الذي تلقى الجولاني الإسعافات الأساسية داخله، قبل نقله على وجه السرعة إلى مكان مجهول خارج إدلب تحت حراسة مشددة.
-الوطن السورية-