ندوة “العهد الجديد: الفرص والتحديات” في “معهد الدراسات المستقبلية”
أكد دولة الأستاذ إيلي الفرزلي أنَّ وصول العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية اللبنانية هو إنجاز استراتيجي على صعيد إعادة التوازن وتقويم الإعوجاج في تكوين السلطة ووضع اليد على حقوق المسيحيين، لافتاً إلى أن استكمال هذا المسار يكون بوضع ضمانة استراتيجية لما تحقق من خلال قانون انتخاب جديد يعيد تشكيل السلطة على أسس عادلة وتمثيلية، داعياً إلى طرد قانون الستين من الواقع الإنتخابي والسياسي لأنه رمز الإستتباع والإساءات الإستراتيجية التي ألحقت بالنظام السياسي ومكونات لبنانية.
ولفت إلى أنَّ الدور الإستراتيجي للرئيس في البلاد هو صناعة الوفاق السني – الشيعي، مؤكداً أن الواقع السياسي المسيحي الحالي هو الواقع الطبيعي وليس الذي كان سائداً في السابق.
الفرزلي كان يتحدث في ندوة “العهد الجديد: الفرص والتحديات” التي نظَّمها “معهد الدراسات المستقبلية” في حضور إعلاميين وناشطين سياسيين ومدير المركز إيلي شلهوب. وأدار الندوة منسق الأبحاث في المعهد ميشال أبو نجم الذي أشار إلى أنَّ العهد يتميز بأنَّ الرئيس يأتي مدعوماً من قوة تمثيلٍ شعبية كبيرة ويفتتح مرحلة يأمل اللبنانيون فيها أن تكون بداية استعادة الدولة وإرساء التوازن وبناء المواطنة.
ولفت الفرزلي إلى وجود عقبات في طريق العهد الجديد. وقال إن العقبة الأولى هي شراهة الأطراف السياسية التي قد تؤدي إلى ارتدادات في ظل وجود رئيس قوي كالعماد عون، معتبراً أن المعركة القاسية والمصطنعة لتحديد الأحجام بين القوى السياسية في حكومة عمرها العملي شهران، قد تكون خلفيتها الهرب من وضع قانون انتخاب جديد، ما يمكن أن يشكل تجويفاً للفكرة الإصلاحية لعهد عون. وأكد أن قانون الإنتخاب هو الأساس لإعادة إنتاج السلطة وتكوين الطبقة السياسية وتشكيل تيارات متنوعة. وأضاف أنَّ العقبة الأخرى هي الفساد المستحكم في الدولة، وشدد في هذا المجال على أن المهم إنتاج آلية في النظام السياسي تبقى على صراع مستمر مع الفساد وقادرة على المحاسبة، بالتوازي مع تفعيل الإعلام لصناعة رأي عام يحاسب السياسيين.
وعن التدخل الخارجي اعتبر الفرزلي أنَّ ما حصل في مسار رئاسة الجمهورية شكَّل انكفاءً تكتيكياً للتدخل الإقليمي والدولي وليس تراجعاً استراتيجياً بعد أن اصطدمت التدخلات بواقع عدم القدرة على انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. وأبدى خشيته من أن تكون الحركة الإقليمية والدولية المكثفة حالياً هي لإعادة احتواء الساحة اللبنانية ما يمكن أن يؤدي إلى سلبيات على الواقع السياسي. وشدَّد الفرزلي على أن العلاقة بين الرئيس عون وحزب الله استراتيجية قائمة على أسس وطنية، وقال على الجميع أن يدرك أن المسائل الإستراتيجية الأساسية بالنسبة للرئيس عون كالموقف من الخطر الإسرائيلي وحماية الجنوب ولبنان ومواجهة الإرهاب التكفيري هي قضايا غير قابلة للمراجعة لديه.