-إلى متى يمكن ان نتغاضى عن ارتكابات المجرمين بحق شعبنا العظيم?
***
لمّا وصل الرئيس القوي العماد ميشال عون الى قصر بعبدا والذي يملك الارادة والقدرة على وضع حدّ لسرقاتهم، بدأوا بالعويل والترحم على الدولة، لا بل دعوا النواب الى الوقوف دقيقة صمت عن روحها خلال جلسة مجلس النواب امس، فيما الرئيس عون بدأ منذ اليوم الاول لتسلّمه رئاسة الجمهورية، بوقف مزاريب الهدر ووضع مشروع محاربة الفساد على السكّة الصحيحة، الذي بنجاحه باذن الله ستقطع أيادي هؤلاء السارقين، الذين نعوا الدولة أمس.
بالتأكيد، حين يأتي الاصلاحي يخاف المفسد، لأن الدولة التي ماتت بالنسبة لهم، هي الدولة التي تدخل المال الحرام الى جيوبهم، لا الدولة العادلة التي يحلم بها المواطنون الاوادم، في حين ان هؤلاء المستفيقين اليوم على موت الدولة، هم اكثر من ساهم في قتلها في ال 40 سنة الماضية، ومستمرون اليوم بخنقها حتى تلفظ أنفاسها…”بس لا يجوز ان نقتل القتيل ونمشي بجنازتو، أخلاقيا على الاقل.” فدولتهم هي الدولة المنهوبة التي تستباح فيها الادارة العامة ويتم فيها مد اليد على المال العام، ويستملك فيها الملك العام وبخاصة على الشاطئ اللبناني التي يحرم اللبنانيون من الاستمتاع ببحره وشمسه وهوائه مجاناً، فيكدسون بهذا النهب المنظم للدولة، الثروات على حساب المواطن.
أمّا نحن فإلى متى يمكن ان نتغاضى عن ارتكابات المجرمين بحق شعبنا العظيم، فقط لعدم خربطة التوازنات الطائفية التي تتلطّى وراءها المافيات للاستمرار بسرقة الشعب وهدر ثرواته والتنعّم بخيراته.