–غوايدو يستنجد بالجيش الاميركي للاطاحة بالرئيس مادورو
***
هو رئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو الذي نصّب نفسه رئيسا للبلاد، لو سمع بالحرب اللبنانية وتجربتها لما كان أعلن أنه “مستعد، إذا اقتضت الضرورة، للموافقة على تدخل عسكري أميركي في بلاده للإطاحة بالرئيس، نيكولاس مادورو”. فالتجربة اللبنانية كفيلة بإعطاء دروس للعالم اجمع بمخاطر الاستنجاد بالغريب ضد أبناء الوطن، فحين استنجد اليسار اللبناني وعلى رأسه الحركة الوطنية بقيادة كمال جنبلاط بـ “الفلسطيني“ ضد اليمين اللبناني اندلعت الحرب اللبنانية، ليستنجد لاحقا اليمين اللبناني وعلى رأسه الجبهة اللبنانية بقيادة بيار الجميل بالجيش السوري للتصدي للفلسطيني، ما أشعل الحرب الشاملة في كل لبنان، ثم عادت واستنجدت القوات اللبنانية المنتفضة على حزب الكتائب بسبب تحالفه مع السوري، بـ “الاسرائيلي“ لإخراج السوري والفلسطيني معاً، والذي اجتاح نصف لبنان بما فيه عاصمته بيروت، فضلا عن فتح افرقاء آخرين أبواب لبنان امام ليبيا كما امام أجهزة استخبارات من كل انحاء العالم وعلى رأسها الاستخبارات المركزية الاميركية، فيما قوى 14 آذار استدعت بالامس القريب، التكفيريين من داعش والنصرة، محاولة منها لكسر حزب الله وحلفائه، وهو مسار في اطار صراع دموي لبناني- لبناني، على السلطة بدأ منذ ثورة العام 1958، واستمر حتى اليوم، في حين ان الدرس واضحاً ولا لبس فيه، ومفاده أن كل هذه الجيوش واجهزة الاستخبارات كما العصابات الارهابية، لم تخرج من لبنان بعد دخولها اليه، إلا بالمقاومة وبالتالي بسقوط الشهداء من اللبنانيين، وما زلنا حتى اليوم ندفع ضريبة الدم جراء أخطائنا نحن، وليس خطأ الاخرين أو “حرب الاخرين على ارضنا” كما يحلو للبعض الكذب على انفسهم قبل الاخرين، في توصيف الحرب اللبنانية.
إذاً فلتتعلّم المعارضة الفينزويلية بقيادة غوايدو، من تجربة لبنان القاسية، التي تستنجد بالاميركيين للتغلّب على القسم الثاني من الشعب البوليفاري، ورئيسه مادورو، فمهما كان مادورو مخطئا او ظالماً او ديكتاتوراً كما تدّعي المعارضة، الا انه بالتأكيد ليس سيئاً بقدر الاميركي الذي يحلم باخضاع فنزويلا منذ عشرات السنين، على الاقل منذ عهد الرئيس رونالد ريغن، والذي إن دخل الى فنزويلا فسيدمّرها بالحرب الاهلية اولا لتخلو له الساحة لاحقاً لتنفيذ اطماعه بالسيطرة على موارد فينزويلا الطبيعية الغنية.
وبالمناسبة فإنّ فنزويلا تمتلك احتياطيات كبيرة من النفط، حدّدت في نهاية 2001 بنحو 78 مليار برميل، أو ما يعادل 7.4% من الاحتياطيات العالمية. وهي بذلك تحتل المرتبة السادسة بعد السعودية والعراق والإمارات والكويت وإيران. وبالإضافة لذلك تمتلك فنزويلا احتياطيات هائلة من (الزيت الفائق الكثافة Extra heavy (أقل من درجة 10 API) الذي يوجد في حزام أورينكو Orinoco Belt وتقدر احتياطياته بنحو 270 مليار برميل وإن كانت اقتصادياته حاليا لا تسمح باستخلاص أكثر من 7% منها وبتكلفة مرتفعة. وبذلك تعتبر فنزويلا واحدة من الدول الست التي سيكون بمقدورها تزويد العالم بما يقرب من نصف احتياجاته من البترول بحلول العام 2020 وبعد أن تكون احتياطيات الكثير من الدول المنتجة للبترول قد بدأت رحلة النضوب الطبيعي وصار إنتاجها عاجزا عن مواكبة الطلب العالمي المتزايد على البترول.