– ما من سياسة مهما بلغ شأنها، الاّ وتُبنى على الآخلاق.
– من يحاول السيطرة على طائفة، يحاول الغاء لبنان.
– دور لبنان في محيطه العربي، ومواجهة خطر الجوار الإسرائيلي، واهمية قيمه في حضوره العالمي.
ميلفين خوري – برنامج عا سطوح بيروت –
لبنان وطن سيد حرّ ومستقل،
وطن حر لجميع ابنائه،
واحدٌ أرضاً وشعباً ومؤسسات،
في حدوده المنصوص عنها في الدستور والمعترف بها دولياً.
هي كلمات لا تزال مدويّة في صوته وقناعاته، انه ميشال شيحا ، واضع الدستور اللبناني مع بترو طراد، وعمر الداعوق، فهو احد بناة الكيان اللبناني، وأحد أهمّ مؤسسي الدولة اللبنانية، ومناضل وطني لم يجد نفسه يوماً خارج لبنان.
وُلد في بلدة “مكين” قضاء عاليه، وتخرّج من جامعة القديس يوسف ثم تلقى تدريباته في منشستر، استقرّ عام 1915 في القاهرة هرباً من الإضطهاد العثماني حيث درس الحقوق.
وبعد تفكك الأمبرطورية العثمانية بادر مع آخرين الى تمهيد الطريق لقيام لبنان الحرّ المستقل. ولم ويوفر قلمه في سبيل تحقيق الإستقلال، وهو الذي عمل في الصحافة واشترى عام 1937 جريدة “لوجور” واتخّذ من صفحتها الأولى منبراً حراً لمقالاته في الإفتتاحية التوجيهية، حيث كان يُجدد يومياً فعل ايمانه بلبنان.
وظلّ شيحا الأكثر حضوراً بأفكاره التي تتخطّى الأحداث الآنية، لتستشفّ المستقبل وأخطاره الداهمة، وتمحورت كتاباته حول مواضيع استقلالية الكيان اللبناني، ودور لبنان في محيطه العربي، ومواجهة خطر الجوار الإسرائيلي، واهمية قيمه في حضوره العالمي.
شيحا الذي انتخب عام 1925 نائباً عن مقعد بيروت للأقليات، تطرق في كتاباته الى السياسة والتشريع، فقال:
“ما من سياسة مهما بلغ شأنها، الاّ وتُبنى على الآخلاق
وما من تشريع يقوى على البقاء إن لم تكن غايته سمو الخلق وتعزيز الكرامة الإنسانية”
الأب الروحي للدستور اللبناني دفع باتجاه إعطاء رئيس الجمهورية صلاحيات واسعة، معتبراً ان تركيبة لبنان تفترض وجود سلطة قوية وثابتة ممثلة بشخص الرئيس.
وبالرغم من اتفاق الطائف، الاّ أن 59 مادة في الدستور لا تزال كما وضعها ميشال شيحا.
طلّ ميشال شيحا مرجعاً لكلّ العهود المتعاقبة، يُسهم في صنع اللحظات اللبنانية الحاسمة، وله حضور دائم كلياً في لبناننا المستمرّ.
يقول الرئيس ميشال عون: “دايماً بردّد قول للكاتب الشهير ميشال شيحا، اللي كتب وساهم بوضع دستور لبنان، قال من يحاول السيطرة على طائفة، يحاول الغاء لبنان“.
توفي ميشال شيحا في 29 كانون الأول 1954، تاركاً وراءه أقوالاً وأعمالاً جعلته أحد أبرز اعلام النصف الأول من القرن العشرين في لبنان. والذي قال فيه وعن شعبه.
“لبنان بلد صغير جداً،
طبعاً.
وطن صغير..
ربما !
لكن شعب صغير … أبداً ”
نعم سيحفظ لبنان اسم ميشال شيحا مدوناً على نصب التذكاري الذي تقيمه الشعوب المقرّة بالجميل لبُناة الأوطان والدول، كما قال عنه الإستاذ فيليب تقلا.
فألف تحية الى باني وطنٍ وكيانه.