استغرب النائب السابق اميل لحود التسابق على الحصص الوزاريّة في حكومة يفترض ألا تستمرّ سوى أشهر، ومهمّتها الأساسيّة التوصّل الى إقرار قانون انتخاب.
وشدّد لحود، في بيانٍ له، على أنّ الأولويّة يجب أن تكون الالتفات الى أحوال الناس الذين عانوا من الفراغ الرئاسي ومن حكومة غير منتجة ومن تعطيل لمجلس النوّاب الممدّد لنفسه، وحان أوان الاهتمام بشؤونهم وإنهاء الضائقة المعيشيّة التي تعاني منها فئة كبيرة جدّاً من اللبنانيّين.
وتوقّف لحود عند “إصرار بعض القوى التي تدّعي دعم العهد الجديد على نيل حجم وزاري يفوق حجمها النيابي بكثير، وهي بذلك تعرقل انطلاقته بذريعة حقوق المسيحيّين التي لم تكن تسأل عنها هذه القوى حين اختارت تسليم البلاد لتيّار المستقبل، وللقوى الخارجيّة الداعمة له، فاستفادت دعماً وتمويلاً وبنت قلاعاً ومقرّات وأنشأت مؤسّسات”، مشيراً الى أنّ “الحلّ الأفضل والأكثر ديمقراطيّة يبقى العودة الى الشعب الى الاستفتاء الشعبي “.
وأضاف: “يقدّم لنا سمير جعجع درساً يوميّاً بالوطنيّة، ونحن لم ننسَ مع كثيرين أين كان في 13 تشرين 1990، ومشهد تقديمه واجب التعزية على رأس وفدٍ للرئيس الراحل حافظ الأسد بوفاة نجله باسل، ولا مشاركة القوات في الحكومات في ظلّ ما تسمّيه اليوم وصايةً أو احتلالاً، والكثير الكثير من المحطات، سلماً لا حرباً فقط”.
وتابع لحود: “أمّا تيّار المستقبل الذي فرّ رئيسه من مصافحة السفير السوري، فلم ننسَ تاريخ والده مع سوريا، ولم ننسَ زيارته الى سوريا وإقامته في قصر الضيافة، إلا إذا كان رفضه مصافحة السفير مردّه الى إصراره على التوجّه قريباً، ومن جديد، الى سوريا لمصافحة رئيسها، كما حصل منذ سنوات، أو رغبته باستقباله في “بيت الوسط” لمنحه مفتاح بيروت، في استعادة لمشهدٍ سابق مماثل”.
واستغرب لحود “رفض رئيس الحكومة المكلّف مصافحة السفير السوري، في حين يستقبل وزير الخارجيّة الإيراني وسفير دولته، في انفصامٍ واضح اعتدنا عليه من سعد الحريري، طيلة مسيرته المتعثّرة، سياسةً ومالاً”.
وقال: “لسنا نخجل من مواقفنا السابقة، ولم نتراجع عن أيٍّ منها، إلا أنّ السياديّين الجدد يملكون في أرشيفهم ما سيخجلون منه بالتأكيد، إن كان من شِيَمِهم الخجل، وسيشعرون نتيجته بألم الضمير، إن كانوا يملكون الأخير”.
وأشار لحود الى أنّ “هؤلاء السياديّين الجديد ربما يستعجلون الحصول على المناصب لإدراكهم بأنّ زمن التحوّلات اقترب، وموازين القوى تتغيّر بسرعة، ليس في الميدان فقط حيث تُسطّر البطولات يوميّاً، بل أيضاً عبر التحوّل الكبير في مزاج الشعوب التي كانت تصنّف في خانة الداعمة للتنظيمات الإرهابيّة التي تحارب في سوريا، فإذا بها اليوم تنتقم من السلطات فيها عبر الانتخابات وإطاحة من زجّ بهم في محاور لم تحمل الى دولهم الى الإرهاب وعدم الاستقرار، كمثل الانتقال من هيلاري كلينتون الحاضنة لداعش الى دونالد ترامب المفاوض مع فلاديمير بوتين”.
وختم: “إذا كان البعض في لبنان يصرّ على سياسة النعامة، ويدفن رأسه في التراب لعدم رؤية المشهد الإقليمي والدولي، فإنّ الحريّ بالبعض الآخر أن يرفعوا رؤوسهم وقبضاتهم استعداداً للتلويح بإشارة النصر التي ستُرفع من أكثر من مدينة، بدءاً بدمشق التي واجهت مع حلفائها أكبر مؤامرة في العصر الحديث”.