بلغت موجة التفاؤل الحكومي ذروتها يوم أمس، الى حد الحديث عن 48 ساعة للإعلان عن ولادة الحكومة بعدما تم التوصل الى حل لعقدة تمثيل اللقاء التشاوري للسنة المستقلين، بحسب أكثر من مصدر. فهل تصدق التوقعات ويصعد الدخان الابيض من بعبدا أم ستضاف المهلة الجديدة الى المُهل السابقة التي خالفت التوقعات؟
مصادر حركة أمل وحزب الله أشارت لـ«البناء» إلى أنه «لم يعد هناك من عقد أمام تشكيل الحكومة»، مؤكدة أن «عقدة تمثيل اللقاء التشاوري شبه منتهية وما يجري الآن من مشاورات يهدف الى اعادة توزيع بعض الحقائب بين ثلاث قوى سياسية»، مرجحة ولادة الحكومة في عطلة نهاية الأسبوع أو مطلع الأسبوع المقبل كحد أقصى». بينما أوضح نائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي أنّ «الأمور الحكومية متّجهة إلى خواتيمها، والرئيس نبيه بري متفائل، لكنّنا باقون على عبارته «ما تقول فول تيصير بالمكيول». إلا أن مصادر « بيت الوسط » أفادت لقناة «المنار» أن «هناك إيجابية مستقرة ورئيس الحكومة المكلف سيكون حاسماً خلال الساعات المقبلة». فيما لفت مرجع كبير إلى أن «ما تحقق بشأن تمثيل « اللقاء التشاوري » جيد، لكن ليس كافياً لإنجاز التشكيل حتى الآن».
أما الحل المتداول في الاعلام فتم إخراجه في الاجتماعات الباريسية بين الرئيس المكلف سعد الحريري والوزير جبران باسيل وخلال المشاورات بين حزب الله وأمل مع اللقاء التشاوري على قاعدة «لا يموت الذيب ولا يفنى الغنم»، حيث أظهر الحل تشارك جميع الأطراف في تقديم التنازلات، فتكتل لبنان القوي وفريق رئيس الجمهورية تنازلوا عن الوزير الـ11 بشكل كامل واللقاء التشاوري تنازل عن حرية القرار الكاملة في التصويت في مجلس الوزراء، بل بتنسيق مع رئيس الجمهورية، لكن المؤكد هو تثبيت تمثيل اللقاء كفريق سني وطني مقاوم في الحكومة وكسر احتكار الحريرية السياسية لتمثيل الطائفة السنية، ما يُعدّ سابقة كرّست تمثيل الأطراف النيابية السنية خارج تيار المستقبل في الحكومات المقبلة».
وأكدت مصادر نيابية في اللقاء التشاوري لـ«البناء» التوصل الى حل لعقدة تمثيلهم «على أن يكون الوزير من بين الأسماء التسعة وممثلاً للقاء ويحضر اجتماعاته، ولكن لا مانع من أن يحضر اجتماعات تكتل لبنان القوي وينسق مع رئيس الجمهورية في مجلس الوزراء»، موضحة أن الأهم أننا انتزعنا حقنا في التمثيل بحسب حجمنا النيابي بعدما حاول البعض تجاهلنا». غير أن مصادر «البناء» تحدثت عن تحفظات لدى بعض أعضاء اللقاء على الاتفاق في نقطتين: اسم الشخصية ويسأل هذا الفريق: «إذ أصر بعض أعضاء اللقاء على أن يكون من الستة لا من الثلاثة فقط». والنقطة الثانية تموضع الوزير، فإذا كان ممثلاً حصرياً للقاء فلماذا يحضر في تكتل لبنان القوي إذا سلمنا جدلاً بأن تنسيقه مع رئيس الجمهورية أمراً طبيعياً؟».