بالتزامن مع مشاورات الحريري، يبرز رصد رئاسي إيجابي لحركة المشاورات المستجدة، وترقّب ما سيحمله الرئيس المكلف الى رئيس الجمهورية في نهاية هذه المشاورات التي يفترض الّا يطول أمدها، فيما استمر رئيس مجلس النواب نبيه بري في ضَخ مناخ تفاؤلي تِبعاً لِما سمعه شخصياً من الرئيس المكلف، الذي عكس أمام رئيس المجلس ارادة جدية وحماسة واضحة في توليد الحكومة خلال ايام، وعلى رغم قول بري امام نواب الاربعاء امس، انّ الاجواء جيدة وايجابية، الّا انه أبقى على شعرة الحذر قائمة، وخصوصاً انه يعتبر انّ التوجّه الحالي للتشكيل هو بمثابة فرصة اخيرة واكثر من ضرورية لإنهاء ملف الحكومة بتشكيلها سريعاً، ومن هنا جاء تحذيره بـ«اننا اذا ما استمرّينا بالتأخر في تأليف الحكومة، فنكون بدأنا بارتكاب جريمة وطنية».
الّا انّ اللافت للانتباه في هذه الاجواء، هو ان الصورة التفاؤلية التي ظهّرها الرئيس المكلف سعد الحريري على سطح المشهد السياسي قبل يومين، لم يطرأ عليها في الساعات الماضية أي تعديل من شأنه ان يقود فعلاً الى افتراض انّ منسوب التفاؤل قد ارتفع ولو قليلاً، بل انّ الامور ما زالت عند مستوى التمنيات التي تنتظر اقترانها بخطوات ملموسة تدفع الحكومة الى غرفة الولادة. وهو أمر لم يتبيّن حتى الآن.
كما لم يتبيّن فعلاً ما اذا كانت الامور قد غادرت أصلاً نقطة الصفر التي تعطّل عندها المسار الحكومي منذ ايار الماضي، على حد تعبير مسؤول كبير.
-الجمهورية-