يواصل رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري جولة مشاوراته السياسية المتجدّدة لبلورة اللمسات النهائية على «فسيفساء» الائتلاف الحكومي المنشود، وسط توالي التأكيدات من «عين التينة» إثر زيارته لها أمس الأول، ومن «كليمنصو» أمس، على ترقب قرب تصاعد دخان التأليف الأبيض بنتيجة جولة الحريري الراهنة، سيّما وأنّ الرئيس المكلّف بدا بالأمس حازماً وعازماً على «الحسم» في الملف الحكومي بقوله بعد لقاء رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط: «كرئيس حكومة مكلّف أقوم بمشاورات والأسبوع المقبل سأحسم قراري بشأن الحكومة».
وإذ لفت إلى أنه يعتزم لقاء عدد من الأفرقاء السياسيين في الأيام المقبلة، آثر الحريري عدم الخوض في تفاصيل تطورات عملية التأليف «حتى لا تتخرّب»، واكتفى بالإشارة إلى وجود «أمور إيجابية تتبلور»، مع تشديده على أنّ مواصفات حكومته المُرتقبة لم يطرأ عليها أي جديد إنما هي «حكومة وحدة وطنية للجميع نستعيد بها ثقة المواطن ونعمل من خلالها للمواطن».
وعلى إيقاع جولة الحريري، أتت تصريحات من التقاهم حتى الساعة مراهنة على فعّالية حراكه لكي تبصر الحكومة النور، سواءً عبر تجديد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس إشارته إلى إمكانية تأليفها «في غضون أسبوع» بالاستناد إلى ما سمعه من الرئيس المكلّف، أو من خلال تأكيد جنبلاط إثر استقباله الحريري في دارته في «كليمنصو» على أنّ الحكومة ستتشكل «قريباً»، منتقداً في المقابل القوى التي تعمل على «إضعاف البنية الاقتصادية والاجتماعية للبنان من أجل السيطرة على البلد.. وهذا ما لن نسمح له أن يمر».
-المستقبل-