بحسب مصادر سياسية ودبلوماسية لبنانية مطلعة على عمل القمم العربية، فإنّ المطالبة بعودة سورية الى الجامعة العربية فات أوانها وكان يجب على لبنان المطالبة بعودتها خلال المؤتمرات العربية والإقليمية والدولية التي عقدت منذ تجميد عضوية سورية حتى الآن، مبدية استغرابها كيف يعمل البعض على استلحاق قطار العودة العربية القسرية الى سورية بعد فشل مشروع إسقاط النظام والدولة فيها وتقسيمها والسيطرة عليها.
ولم تتفاجأ المصادر بهذا الحجم الضئيل للتمثيل العربي موضحة لـ»البناء» أنّ «جميع القمم العربية التي عُقدت لم تجمع أكثر من نصف الرؤساء العرب تحت أسباب واهية». وتوقفت عند غياب الرئيس المصري علماً أنّ موعد القمة محدّد منذ سنة ما يتوجب على جميع الرؤساء اتخاذ كافة الاحتياطات وإلغاء جميع المواعيد في هذا التاريخ ما يدلّ على استخفاف بالعمل العربي المشترك».
وإذ تنفي المصادر أن يكون خفض مستوى التمثيل العربي يعكس موقفاً عربياً سلبياً تجاه لبنان، لفتت الى أنّ « على مستوى الرؤساء لأسباب وحسابات إقليمية»، رابطة بين الموقف المصري ومن ورائه السعودي والعربي عموماً بزيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الى المنطقة حيث التقى الملك السعودي والرئيس المصري.
هذا المناخ العربي المتأثر بالحسابات الأميركية لم يستطع الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي إخفاءه، ففي ردّه على سؤال أحد الصحافيين اعترف زكي بأنّ أجواء سياسية خارجية أثرت على تخفيض مستوى التمثيل، مشيراً الى أنّ «عودة سورية إلى جامعة الدول العربية حتمية لا لبس فيها»، وأكد أنّ «ما حدث في 2011 هو تعليق مشاركة الوفود السورية كافة في أعمال منظومة الجامعة العربية بالكامل، وبالتالي العودة حتميّة لأنّ سورية لم تفقد مقعدها ولم تُطرد من الجامعة».
أما أبو الغيظ فحاول التعمية على حقيقة الضغط الغربي على الجامعة العربية للجم الانفتاح العربي على سورية، وقد أظهر قوله بأنّ «الظروف لم تنضج بعد لإعادة سورية الى الجامعة» بأنّ قرار عودتها ليس عربياً بل أميركي وغربي ما يدلّ عن عجز الجامعة عن اتخاذ قرار يتعلق بأمر عربي خاص، فسورية دولة عربية فماذا ينتظر العرب؟».
-البناء-