– كيف بصلّي وبجرّح.. وما بِخلّي ولا ببقّي… 🙏
– الرب ما رح يسألك عَ كمية حَكيك.. عَ نوعية أعمال، وعَ نوعية حب صلّيت فيا.. 🙏
***
الراهب المرمي الأب مروان خوري عن رسالة العذراء مريم الى الرائية “ميريانا” في مديوغوريه (2 ك2- 2019)
برسالة العذراء مريم قوية، وكأنو فيها ضربة عَ ضميرنا.. وكلنا منعرِف إنّو العدرا هيّي إم طيبة وحنونة، ولكن الإم أوقات بتستعمِل عنفوانا، وعلّت النبرة، يمكن لأنّو شايفة الأمور مش لصالح يسوع والإيمان..
تبدأ رسالة العذراء بقَول: للأسف، في ما بينكم يا أولادي، هناك الكثير من الصراعات والكراهية والمصالح الشخصية والأنانيّة. أولادي، بسهولة كبيرة تنسون إبني، وكلامه، وحبه! الإيمانُ ينطفئ في نفوسٍ كثيرة، وتستولي الأشياءُ الماديّة في العالم على القلوب.
الأب مروان خوري: انتبهوا لما عِطي يسوع المِثل، تبع خرج الزارع ليزرع، بيِحكي عن نوع من البزر نزِل على قارعة الطريق، وعلى الصخر، وبالتنين لأنّو لا أساس لهم، بس طِلعت الشمس يِبسو..
في مؤمنين إيمانُن ما الو عمق، وما الو جذور، ميشان هيك بس تِجي نِتفة مشاكل وإضطهادات، بِتلاقي دِغري كفر بالله وضاع..
ميشان هيك مدعُوين ما نكون مسيحيين هامشِيين، دايماً أنا أستشهد بيسوع قلو لبطرس: اذهب الى العمق.. حاج بقا تِتصيّد عَ الشط.. وباتجاه العمق في عواصف، مِش مين مكان بِروح.. بس انتا المسيحي ما تِبقا سطحي بأفكارك وبايمانك.. انتزح الى العمق وما تخاف. والتزم مع يسوع وروح معو الى الأخير..
اليوم مِنشوف هالكراهية من شعبنا نحو الكنيسة، هاللغة يللي بيِحكو فِيا نحو كنيسة يسوع.. أصلاً الكنيسة منا الخوارنة، ولا الرهبان ولا المطارنة، الكنيسة الكل نحنا وانتو.. والكنيسة أسّسا يسوع، فيها من كلشي.. وربنا شو بِقول: شبكة القيت بالبحر، فجمعت من كل صنف ولون.
تركوه هوّي، بس توصَل الشبكة الو ع الشط، رح يِعْرِبها.. المناح رح يحطُّن بسلتو، واللي مش مناح رح يكبُّن بالبحر.. مش انتا بتقيّم…!! هالكراهية والأنانية والحقد بحق بعضنا..
وبذات الوقت بدنا ننتبه متأسفة العذرا.. ومنشوف ناس بتِجي عَ الكنيسة وبِتصلّي، بس بقَعداتُن: لساناتُن بتِخرُب بيوت… وبيدعّوا إنّو بيَعرفو شي غلطة عن حدا.. ولا بِخلّو ولا ببقّو.. هاللغة العدرا بتِكرها، لأنو بتعرِف هيدي لغة بتِجرح الحب.
الرب دعانا إنّو نحب. ونرحم. ونستر. داعانا إنّو نِغفر، و يكون في بقلبنا رحمة..
تقول العذراء برسالتها: لكنّ قلبي الأموميّ يَعلمُ أنّه لا يزال هناك أولئك الّذين يُؤمنون ويُحبّون، الّذين يسعَون إلى الاقتراب أكثر فأكثر إلى ابني، الّذين يسعَون إلى ابني بلا ملل، وهم، بهذه الطريقة، يسعَون إليَّ أنا أيضًا. هؤلاء هم المتواضعون والوُدَعاء، مع آلامِهم وعذاباتِهم الّتي يحمِلونها بصمتٍ، ومع آمالِهم، وفوق كلّ شيء، مع إيمانِهم. هؤلاء هم رُسُلُ حبِّي.
خبرّت مرّة ميريانا (رائية مديوغوريه) قدامي: إنو العذراء كتير بتحبّ النفوس يللي ما بتنقّ بألمها، وما بتربّح جميلة.. ويللي تتألم بصمت. هودي كتير غاليين عَ قلبا.
مش معناتا ما نعبّر عن آلامنا.. مش إنّو بيِتضايق منك، بس ما تأديها نَدب وتِربيح جميلة..
أولادي، يا رُسُلَ حبِّي، إنّي أعلِّمُكم أنَّ ابني لا يطلبُ فقط الصلواتِ المتواصلة، ولكن أيضًا الأعمال والمشاعر؛ يَطلبُ أن تؤمنوا، وأن تصلُّوا، وأن تنموا بالإيمان في صلواتِكم الشخصيّة، وأن تنموا بالحبّ.
الأب مروان خوري: الرب ما بدّو كمية صلا. لما بتقعد تصلّي، مش إنو بدّو يِسمع صوتك.. بدو إحساسك واعمالك. ونوعية حبك. هيدي الصلاة.. ودايماً علينا نجتهد بالصلاة، إنو نِحمل رغبة وشوق الو.. وندامة عن كلشي جرح محبة الله. وتحمل بقلبك اعمال صالحة لتكون صلاتك مقبولة.
تقول العذراء مريم برسالتها: أن نُحبَّ بعضُنا بعضًا: هذا ما يَطلبُهُ إبني. وهذا هو الطريق إلى الحياةِ الأبديّة.
الأب مروان خوري: بيوم من الإيام الرب ما رح يسألك عَ كمية حَكيك.. عَ نوعية أعمال، وعَ نوعية حب صلّيت فيا..
العذراء تقول برسالتها: أولادي، لا تنسَوا أنَّ ابني أتى بالنور إلى هذا العالم، وقد أتى به للّذين أرادوا أن يرَوه وأن يستقبلوه. كونوا أنتم هؤلاء الأشخاص، لأنَّ هذا هو نورُ الحقِّ والسلامِ والحبّ.
الأب مروان خوري يعلّق: في ناس مرة بيسألوني، انو ليه الله عمِل هالحقيقة مع مار بولس، وظَهَرلو وقَلَبو عن الحصان.. وحِكي معو وارتدّ.. إنو ليه ما بيِعمل مع الكلّ هيك وبيظهَرلُن مجدو..
الله مستعد يِعمل مع اللي عِملو مع مار بولس. بس الفرق بين العالم ومار بولس… مار بولس كان زلمي عَم ينبّش ، وقلبو عم يبحث عَ الله. لاقاه الرب.
اليوم عالمنا مش هامّو الله، مش عم ينبش عليه، كيف بدّو يظهرلو؟؟؟
لو ظهَرلو ما رح يآمن.. القصة مش الله مش عَم يِعمِل.. الله مستعد يِعمِل الخوارق، لأنو عَ بالو يوصلّك.. بس بدّو يلاقي مقابيلو في قلب بيرغب فيه، وعَم ينبش عليه..
العذراء مريم برسالتها: أنا أقودُكم بطريقةٍ أموميّة لِتعبُدوا ابني؛ حتّى تحبُّوا ابني معي؛ حتّى تكونَ أفكاركم، وكلماتُكم وأفعالُكم مُوَجَّههَ نحو ابني، وحتّى تكونَ باسمِه. حينذاك سيرضى قلبي. أشكرُكم.
الأب مروان خوري: بنظرة من فوق، إذا عَم نشوف يللي عَم يصير.. العذرا طالبي منّا انّو نغيّر داخلنا.. حتى تتغيّر أعمالنا وأفكارنا ورغبات قلبنا ومشاعرنا.. حتى بالفعل تكون صلاتنا صادقة، وععلاقتنا مع الرب تهدف، الى تطويرها وتعميقها.. الو المجد الى الأبد. آمين.