علمت «البناء» أن بعض الوسطاء المشتركين العاملين على خط بعبدا عين التينة زاروا خلال اليومين الماضيين رئيس الجمهورية ونقلوا له رسالة من رئيس المجلس تتضمن رفضاً لدعوة ليبيا والوفد الفضفاض الذي قد تكون لديه تداعيات سياسية وميدانية على الأرض، ووعد الرئيس عون بالتواصل مع مسؤولين في الجامعة العربية للطلب من الدولة الليبية تخفيض مستوى وحجم تمثيلها في القمة، ويشير الوسطاء الى خطورة هذه القضية على المستوى الوطني وضرورة تدارك الوضع قبل حدوث ما لا تحمد عقباه، لا سيما أن الرئيس بري الذي يتابع ملف الامام الصدر عن كثب لديه قناعة بأن الحكومة الليبية لا تتعاون مع القضاء اللبناني لكشف ملابسات القضية، موضحين أن «قضية الصدر ليست لحركة أمل ولا لحزب الله فحسب بل للطائفة الشيعية وللبنان كله»، في المقابل حذرت مصادر أخرى من «تداعيات أمنية قد تحصل خلال وصول الوفد الليبي الى مطار بيروت الدولي ما قد يظهر بأن لبنان غير مؤهل أمنياً وسياسياً لاستضافة قمم عربية».
بينما حذر نائب حركة أمل هاني قبيسي في حديث تلفزيوني من التداعيات الشعبية والسياسية لهذا الأمر التي يمكن أن تشابه أجواء انتفاضة 6 أيار، وأن الحركة قد تصل الى حد بعيد في الدفاع عن كرامة الإمام الصدر وقضيته.
وحذر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى من دعوة ليبيا الى القمة ومن تجاهل ردات الفعل الشعبية وذلك في اجتماع طارئ لهيئتيه الشرعية والتنفيذية برئاسة رئيسه الشيخ عبد الأمير قبلان. وشدّد المجتمعون على «طلب المجلس عدم دعوة الوفد الليبي الى المشاركة في هذه القمة ومنع حضوره لأن المجلس يحمّل السلطات الليبية مسؤولية التقاعس عن القيام بمسؤولياتها في التعاون مع لجنة المتابعة الرسمية لهذه القضية».
وإذ أبقى المجلس اجتماعاته مفتوحة لمتابع الملف، أشار مصدر مشارك في الاجتماع لـ»البناء» الى أن إجماعاً لدى المجلس برفض الدعوة الليبية لا سيما بهذه الطريق الاستفزازية، لكن المصدر لفت الى أن «لبنان لم يعد بمقدوره فعل شيء بهذا الخصوص ولا يحق له رفض دعوة دولة عضو في الجامعة، لكن كان على المجلس الشيعي والمسؤولين اللبنانيين استدراك الأمر فور علمهم بعقد القمة في بيروت وبالتالي دعوة ليبيا اليها والطلب من رئيس الجمهورية مذاك الحين إبلاغ الجامعة العربية رفض لبنان عقد القمة على أرضه حفاظاً على استقراره الوطني»، موضحاً أن «أي مؤتمر أو قمة ستعقد في لبنان سيواجه الأزمة نفسها».
-البناء-