صلاح سلام-
إعادة فتح سفارة الإمارات العربية في دمشق ليس حدثاً عادياً، بقدر ما يشكل منعطفاً بالغ الأهمية ليس بالنسبة للوضع في سوريا وحسب، بل وأيضاً على مستوى العلاقات العربية السورية، التي من المتوقع أن تشهد سلسلة تطورات متسارعة، تنهي مرحلة القطيعة مع النظام السوري، وتتمّم العودة العربية إلى عاصمة الأمويين.
ويمكن القول إن خطوة أبوظبي جاءت نتيجة مشاورات مكثفة بين كل من موسكو والرياض والقاهرة، حيث يقوم كبار المسؤولين الروس والمصريين بمساعٍٍ لدى عواصم القرار العربي لإعادة وصل ما انقطع بينها وبين دمشق بعد اندلاع الحرب في سوريا، وذلك لاعتبارات استراتيجية بالنسبة لموسكو، ولضرورات عربية بالنسبة للقاهرة، التي كانت على تواصل دائم مع كبار المسؤولين السوريين، الذين تبادلوا الزيارات مع نظرائهم المصريين، وكان آخرها زيارة اللواء علي المملوك إلى مصر، والتي تم الإعلان عنها بالاتفاق بين الطرفين، من باب الإشارة إلى فتح قنوات التطبيع العربي مع دمشق.
وكشفت مصادر ديبلوماسية لـ «اللواء» أن ثمة توافقاً بين عواصم القرار العربية على عودة سريعة لسوريا إلى عضويتها في جامعة الدول العربية، مما يتيح للبنان، الدولة المضيفة للقمة الاقتصادية العربية، توجيه الدعوة للرئيس السوري بشار الأسد لحضور القمة المذكورة التي ستعقد في بيروت في العشرين من كانون الثاني.
وأشارت هذه المصادر إلى أن استئناف العلاقات الطبيعية مع دمشق، سيفتح أبواب التعاون العربي، وخاصة الخليجي، للمساهمة في تسهيل عودة النازحين السوريين، والمشاركة في تمويل عمليات إعادة إعمار سوريا، بما يعزز فرص إنجاح الحل السياسي الذي سيتم التوصل إليه بعد انتهاء الأعمال العسكرية.
ولم تستبعد هذه المصادر انعقاد قمم ثنائية أو رباعية تضم الرئيس السوري مع قيادات عربية كبيرة، وذلك في إطار إعادة بناء الثقة من جهة، ولتسريع العودة العربية، والحد من النفوذين الإيراني والتركي، من جهة أخرى.
-اللواء-