أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


لا تقعوا في شرك الإشاعات.. التواصل ليس نقلاً للخبر وإنما إثراءٌ متبادل

– كم من الشر يمكن أن نسبِّب بواسطة اللسان بالثرثرة.. والإنجيل يطلب التحلّى بالجرأة.. (البابا فرنسيس) 

***

” كونوا في مهنتكم “قنوات روحانيّة حيّة” نحو الله ونحو جميع مستمعيكم ومشاهديكم، لاسيما الفقراء والأخيرين والمهمّشين” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته لمعاوني وأصدقاء إذاعة “Telepace”.

استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الخميس في قاعة كليمينتينا في القصر الرسولي بالفاتيكان معاوني وأصدقاء إذاعة “Telepace” وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال لقد تميّزت “Telepace” على الدوام بدعوتها إلى القرب وخدمتها الحقيقيّة لله والإنسان في الكنيسة، كما نقرأ في شعاركم. وولدت صغيرة ومحصورة في بعض المقاطعات الإيطالية بهدف واضح: أن تكون صوت من لا صوت له. أشجّعكم على الاستمرار في ذلك، لاسيما في الزمن الحالي الذي تترك فيه ثقافة الإقصاء بلا صوت عددًا أكبر من الأشخاص.

تابع الأب الأقدس يقول يسعدني أن أتقاسم معكم لحظة العيد بمناسبة ذكرى تأسيسكم؛ وهذه الذكرى ليست وقفة بحدِّ ذاتها بل هي مناسبة لتجددوا الالتزام الذي أخذتموه منذ أربعين سنة. لذلك أريد ان أسلّمكم باختصار ثلاثة التزامات.

الأول، أضاف البابا فرنسيس يقول، أن تكونوا هوائيات روحانية. إن صورة الهوائي جميلة وبليغة على الدوام في وظيفتها المزدوجة في بثِّ إشارة ما واستقبالها. و”Telepace”كقناة إذاعة وتلفزة، هي خبيرة في عمليّة التواصل هذه. مهمّتكم هي أن تكتشفوا في كلِّ ما يحصل العلامات الروحية لمحبّة الآب الرحيم. إن الرّوح القدس هو الذي يزرع فينا، اليوم أيضًا، الرّغبة في الملكوت، من خلال “قنوات” كثيرة حيّة، من خلال الأشخاص الذين يسمحون للبشرى السارة بأن يقودهم وسط مأساة التاريخ. كونوا في مهنتكم “قنوات روحانيّة حيّة” نحو الله ونحو جميع مستمعيكم ومشاهديكم، لاسيما الفقراء والأخيرين والمهمّشين. لا تنسوهم أبدًا، لا تنسوا الفقراء الذين يعيشون بقربنا!

الالتزام الثاني، تابع الأب الأقدس يقول، تربية الشباب في مدرسة الإنجيل. إنَّ إحدى الطلبات التي ظهرت خلال الجمعية العامة لسينودس الأساقفة المخصصة للشباب تتعلّق بعلاقتهم مع الكنيسة. جميع الشباب، بدون استثناء، هم في قلب الله، وبالتالي هم أيضًا في قلب الكنيسة. ما أشدّ رغبتي في أن تكرِّس وسائل الإعلام أيضًا اهتمامًا أكبر للشباب، ليس فقط من خلال سرد فشلهم وإنما أحلامهم وآمالهم أيضًا! إنَّ إنجيل الفرح يدعونا إلى التزام تربوي لا يمكن تأجيله أكثر. إن تربية الشباب في مدرسة الإنجيل تعني أولاً أن يكونوا شهودًا للكلمة الوحيدة التي تخلّص. لذلك ليكن أسلوبكم في التواصل في حالة انطلاق لكي يكون في حوار مع الشباب، ولكن قبل ذلك أيضًا، في إصغاء لهم. لنتذكّر على الدوام: إنَّ الإنجيل يطلب منا أن نتحلّى بالجرأة!

أما الالتزام الثالث، تابع البابا يقول، أن تكونوا متحدثين لا يقعون في شرك الإشاعات: التواصل ليس فقط نقلاً للخبر وإنما استعداد، إثراءٌ متبادل وعلاقات. ولكن للأسف لاتزال الاشاعة واسعة الانتشار وأحد أشكال التواصل التي لا تمت بصلة لرعاية الاخرين والتفاهم المتبادل. من الممكن حتى أن تقتل شخصًا ما بهذا السلاح إن كان بحملها أو بإطلاقها. من المهم أذا التواصل بمسؤولية مفكرين أيضاً كم من الشر يمكن أن نسبِّب بواسطة اللسان بالثرثرة والاشاعة. أجدد الدعوة من أجل “تعزيز صحافة سلام… صحافة يصنعها الأشخاص من أجل الأشخاص ويمكن فهمها كخدمة لجميع الأشخاص ولاسيما – وهم الأغلبيّة في العالم – الذين لا صوت لهم… صحافة مُلتزمة في الإشارة إلى حلول بديلة لازدياد الصخب والعنف الكلامي.”

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول ليساعدكم الرب لكيلا تخونوا أبداً الهدف المطبوع في أسم “Telepace” وأن تكونوا دائماً تليفزيوناً للسلام الذي هو عطية من الله وإنجاز متواضع وثابت للبشرية. أيها الأصدقاء الأعزاء خلال بضعة أيام سنعيش الميلاد. لنحضر أنفسنا بصمت لهذا السر الكبير، لنسمح للطفل بالتكلم، ولنسمح لنظرته الفقيرة والضعيفة بأن تخترق قلوبنا وتجعلنا بحنانها قنوات سلام.