أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


إسرائيل المعتدية تشكو امام المجتمع الدولي من لبنان المعتدى عليه- نسيم بو سمرا

– بيان القوات اللبنانية حول النفق يبرّر لإسرائيل الاعتداء على لبنان

***

وصل النظام العالمي المتمثل بالمجتمع الدولي الى قمة النفاق، من خلال تبرير أفعال المعتدي وإدانة الضحية المعتدى عليها، فآلاف الخروقات الاسرائيلية للقرار الاممي 1701، وبشكل يومي جوا وبحرا وبرا ايضا، لم تحرّك ساكنا القوات الدولية الموقتة في جنوب لبنان “اليونيفيل”، التي اصدرت بيانا مستغرباً، اكّدت فيه وجود النفق الذي تدّعي اسرائيل ان حزب الله حفره في اراضيها، (وهي اراضي مغتصبة من الفلسطينيين بالاساس وليست ملكها)، هو بيان يصوّر ان حزب الله يخرق القرار 1701، في حين لم نشهد هذه الحماسة لقوات اليونيفيل، بإدانة الخروقات الاسرائيلية الموثقة، للقرار الدولي، فيما لم يؤكد اي طرف محايد حتى الان صحّة الادعاءات الاسرائيلية، لتبني “اليونيفيل” موقفها على الرواية الاسرائيلية حصراً، وكأن اسرائيل المعروفة بإجرامها وعنصريتها، يمكن الركون الى أقوالها، وهو ربما نفق قديم العهد، حفره الفلسطينيون منذ عشرات السنين في احدى مراحل الحرب اللبنانية، في كفركلا ، وفي كل الاحوال فموضوع الانفاق ليس جديدا والانفاق محفورة منذ حرب تموز في ال 2006، وهي كناية عن ملاجئ للمقاومة وليست انفاقا، فاسرائيل خاضت في ال 2006 حرب انفاق والتي كان لها دورا بارزا في الانتصار على الجيش الاسرائيلي بعدما توغّل العدو برا في جنوب لبنان.

أمّا أخطر ما في هذه القضية، هو استناد بعض افرقاء الداخل المتآمرين دوما على لبنان، الى بيان اليونيفيل، ليدّعوا حرصهم على لبنان مهوّلين باعتداء اسرائيلي على شعبهم، جراء نفق تدّعي اسرائيل وجوده، ولم يعترف به لبنان الرسمي بعد كما لم تعلّق المقاومة ايضا على اتهامها بحفر نفق؛ ففي حين يلتزم المسؤولون اللبنانيون الصمت المطبق في التعامل مع ما أعلنته تل أبيب عن وجود نفق قرب الخط الأزرق الحدودي بين لبنان وإسرائيل، تماماً كحزب الله، الذي لم يصدر عنه أي شيء في هذا المجال حتى بعيد اجتماع كتلته النيابية، ما يؤشر الى ان الحزب “لا يريد أن ينجر إلى استدراجه للإدلاء بأي معلومات ذات طابع سري واستراتيجي، فهو لن ينفي أو يؤكد حفر هذه الأنفاق، لأن هذا ما تريده إسرائيل، وهو يعتبر نفسه معنياً باتخاذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن لبنان للتصدي لأي هجوم إسرائيلي”، وعلى رغم ذلك اعتبر حزب القوات اللبنانية، أن “بعد تأكيد اليونيفيل وجود هذا النفق بات على الحكومة اللبنانية أن تأخذ المبادرة في اتجاهين؛ اتجاه داخلي من خلال قولها لحزب الله إن تصرفات من هذا النوع تجر لبنان إلى حرب، وبالتالي حثه على أهمية الالتزام بالقرار 1701، واتجاه خارجي خصوصاً صوب الأمم المتحدة والعواصم الكبرى للتصدي لأي عدوان إسرائيلي على لبنان واتخاذ الأنفاق ذريعة لشن أي حرب، خصوصاً أن التعديات على الـ1701 متبادلة، وإسرائيل لا شك سباقة في هذا الموضوع.”

إنّ هذا الموقف للقوات اللبنانية يضرب مبدأ وجود دولة، والتي تجاهر القوات ليل نهار انها تسعى لاقامتها، وتدّعي انها (حزب الجمهورية)، فأين تترجم هذه الجمهورية لدى القوات؟، حين يعلّق حزب فيها، على احداث تؤشر الى نية مبيتة لدى العدو للاعتداء على لبنان، بدل ان تنتظر موقف الدولة الرسمي، إزاءه؛ فمخجل ما صدر عن القوات اللبنانية في هذا الاطار، وهو حزب لم يصدر يوما طوال سنوات، بيانات يدين فيها الخروقات الاسرائيلية لسيادة لبنان، وبيانه اليوم يبرّر للأسف للعدو الاسرائيلي، أي اعتداء يقرّر شنّه على لبنان في المستقبل بحجة حفر الانفاق،(اسرائيل باتت اليوم بحاجة لحجج للإعتداء على لبنان، بفضل تغير موازين القوى التي باتت تميل الى المقاومة في لبنان كما لمحور المقاومة في المنطقة)، ويؤشر هذا البيان الى ان أجندة القوات لا تنسجم مع أجندة الدولة اللبنانية، وبالتالي يمكن تصنيف بيان القوات بأنه يأتي نتيجة التزام الحزب بأجندات خارجية، وبناء عليه يمكن القول ان أداء “القوات” بات يتعارض مع توجّه لبنان الرسمي لدرء الاخطار الخارجية عن لبنان، ما يعني انه حزب يشكّل أداؤه، خطرا على لبنان.