-القانون فوق كل اعتبار ولكن على السياسيين ان يملكوا الحكمة بفرضه
***
يا ضيعان الشهيد بو ذياب…عا شو الفرح، ونحنا بعزا؟ وعا مين انتصرنا وعززنا الحلف، يمكن حققنا توازن درزي- درزي مع جنبلاط بالجبل متل ما اعلن وئام وهاب مبارح، او انتصرنا عالحريري يمكن؟ بذكر بهالمناسبة التعيسة موقف للجنرال الرئيس ميشال عون بعد حرب تموز حين قال: “كان خيارنا أن سنوات حرب مع الخارج ولا ساعات حرب في الداخل، وخيارنا هذا حمى لبنان، في الوقت الذي كان خيار غيرنا فتنة في الداخل”.
أمّا الاكيد ان ليس هناك من منتصر في الحروب الداخلية، وكان يجب ان نتعلم بأخذ العبر من الحرب اللبنانية، التي بدأت خارجية لتتحول الى أهلية، فهل انتصر أحد في هذه الحرب، ام كان الخاسر هو الوجود والكيان؟
ولكن المضمون في ما حدث هو الاساس لا الشكليات، فما حصل بالجاهلية وبعيدا عن تحميل المسؤولية في ما آلت اليه الحادثة، واذا اردنا الانتقال مباشرة الى المحصلة يمكننا القول ان الخطأ عولج بالخطأ، فلا الكلام الذي ادلى فيه وهاب وهو ما دون مستوى التخاطب السياسي بين خصوم، لان لا يجب ان تصل الخصومة في لبنان الى عداوة، مقبول، لأنه مس بالكرامات وهذه اللغة في التخاطب تؤزم الاوضاع ولا تحقق شيئا بالسياسة، ولا اسلوب تبليغ اشارة الاحضار التي اتبعها القضاء، مقبول وبخاصة ان هناك دعوى قضائية مرفوعة ضد رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، ويجب على هذه القضية ان تأخذ مسارها القانوني الصحيح ، في حين ان على الجهات الامنية ان تتمتّع بالحكمة بطريقة تنفيذ الاحكام القضائية لأن هناك خصوصيات في الواقع اللبناني وكل منطقة لها واقعها التي يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار من قبل السلطة، ودائما يجب ان يكون هناك مراعاة اجتماعية في تنفيذ القانون، مع الحفاظ على مبدأ ان القانون فوق الجميع ولكن تطبيقه يجب ان يأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات، كما ان على دولة القانون فرض السواسية امام القانون بين جميع اللبنانينن، والعدالة في تطبيقه.” اذا القانون هو فوق كل اعتبار ولكن على السياسيين حين يتخذوا قرار تنفيذه ان يملكوا الحكمة بفرضه.
ويبقى الاهم ان مهما وصل اليه الخلاف السياسي، على الافرقاء الالتزام بخط الرجعة وذلك كي لا “تطلع براس” المواطن، وما سقوط الشهيد محمد بو ذياب مرافق وهاب، الا الدليل على ان العترة على الشعب وهم الذين يدفعون دائما الأثمان عن زعمائهم، حين يكون هذا الزعيم بمواصفات وهاب. ولا يمكن ان لا نذكر ابنة الشهيد بو ذياب الذي كان موقفها وإن كان ينم عن حرقة قلب على ابيها بالطبع الا ان رسالته الى الحكام والمسؤولين جد معبرة حين قالت خلال تشييع والدها: “كنت إدعي عَ البيك.. إنو نشالله يموت، كان يقلّي البابا: لاه يا بابا، إذا كنا بالسياسة ضدّو، مش ضروري نِدعي عليه بالموت، حرام.. أنا وليد جنبلاط إذا بيِطلب عيوني بعطيه ياهُن.. معقولة تِدعي عليه بالموت.. هوّي درزي إبن درزي.. أوعي تقولي هيك حكيات… لازم نعرف ليه نقتل.. وليه؟؟ كل الناس بتحبو وما حدا الا بِكي.. كان فداء الضيعة كلها.. نشالله يا بابا تكون مرتاح.
– وعد إنو يكون عهدو عهد قوي، مش عهد زعران وبلطجية، لازم هوي كمان يحصلّي حقي..
– طوّل عمرو الوزير.. نحنا كلنا فِدى الوزير ، بس كان يموت بطريقة تانية..