وسط صمت غربي وأممي مطبق، وفي أول رد فعل رسمي سوري على هجمات «الكلور» التي تعرض لها مدنيو حلب أول أمس، أكدت دمشق أن اعتداء الإرهابيين على الأحياء السكنية في مدينة حلب بالغازات السامة أول من أمس، جاء نتيجة تسهيل بعض الدول وصول المواد الكيميائية إليهم.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في رسائل وجهتها إلى أمين عام الأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن والمدير العام لمنظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية: إن هذا العمل الإرهابي، يأتي بغية اتهام الحكومة السورية، عبر مسرحيات وتمثيليات تم إعداد سيناريوهاتها مسبقاً في الغرف السوداء لمخابرات بعض الدول الراعية للإرهاب، وبتنفيذ من إرهابيي «الخوذ البيضاء» المتورطين أيضاً في هذا العمل الإرهابي.
وطالبت الوزارة في رسائلها حسبما أوردت وكالة «سانا» الرسمية، باتخاذ إجراءات رادعة وفورية وعقابية بحق الدول والأنظمة الداعمة والممولة للإرهاب، ومنعها من الاستمرار والتمادي في دعم الإرهاب والعبث بالأمن والسلم الدوليين.
في سياق متصل، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف: إن «المعلومات الأولية تؤكد أعراض التسمم عند الإصابات بالقذائف الصاروخية التي أطلقت على المناطق السكنية في حلب والمحشوة بالكلور»، مشيراً إلى أن موسكو تعتزم بحث هذا الاعتداء مع أنقرة، كونها ضامنة التزام «المعارضة المسلحة» بوقف الأعمال القتالية هناك.
يأتي ذلك في وقت أقرت فيه مصادر إعلامية معارضة مقربة من «الجبهة الوطنية للتحرير، أكبر ميليشيا موالية وممولة من تركيا في حلب، بمسؤولية «جبهة النصرة»، الواجهة الحالية لـ«هيئة تحرير الشام»، عن إطلاق قذائف محشوة بغاز الكلور السام على الأحياء السكنية في حلب.
وقال مصدر إعلامي مقرب من ميليشيا «حركة نور الدين الزنكي»، أحد أهم ميليشيات «الوطنية للتحرير» لـ«الوطن»: إن «النصرة» ضربت بالفعل أحياء شارع النيل والخالدية والزهراء بغاز الكلور السام المحشو داخل قذائف أعدها خبراء أجانب خصيصاً لـ«الخوذ البيضاء»، لتنفيذ سيناريو وتمثيلية أعدت مسبقاً في غرف مخابرات الدول الممولة والراعية للإرهاب، لكن فرع تنظيم القاعدة في سورية استخدم تلك القذائف في ضرب أهداف مدنية في أطراف مدينة حلب، ومن الأطراف الجنوبية الشرقية لقرية البريكيات الخاضعة لسيطرة «تحرير الشام» بريف حلب.
ولفتت المصادر إلى أن «النصرة» خرجت بفعلتها عن «بيت الطاعة» التركي بعد تنفيذ الهجوم الأول من نوعه منذ اتفاق «سوتشي» حول «المنطقة المنزوعة السلاح»، والتي تمتد إلى جبهات حلب الجنوبية الغربية والغربية والشمالية وصولاً من ريف إدلب الجنوبي الشرقي وريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي.
-الوطن السورية-