عَ مدار الساعة


بالفيديو – جورج ياسمين: كما لا يمكن للإنسان ان يعبد ربين، لا يتحمل لبنان وجود رأسين: رأس البلاد سيحكم وليقطع رأس الفساد

– وهل يوكل الذئب برعاية الغنم ؟ وهل يٌركن للثعلب بحماية الدجاج ؟

***

مقدمة نشرة أخبار قناة الـ”OTV” – جورج ياسمين (18 ت2- 2018)

ضرب الطاعون العرب في العصر الاموي وفتك بمئات الالاف وبقي ناس .

اجتاح الطاعون اوروبا في القرون الوسطى وحصد الملايين وبقي ناس .

اجتاح الطاعون لبنان ساحلاً وجبلاً في الحرب العالمية الاولى – وليس الجراد لوحده؛ مات من مات وجاع من جاع وهاجر من هاجر وبقي ناس .

اكتشف العلم لقاحات ومضادات للطاعون في كل العالم لكنه عجز عن ايجاد لقاح ضد الفساد الذي يبيد البلاد ويفتك بالعباد في لبنان منذ عقود وعهود .

من السلطان سليم في مطلع الاستقلال الى عشرات لا بل مئات السلاطعين في حقبات الاستغلال . تختفي المليارات طيلة سنوات لتظهر في الحسابات والصفقات والسمسرات والطائرات والسيارات والعقارات والقصور في لبنان والخارج بكل عهر وفجور . حديثو النعمة قدامى العتمة . يتامى الوشاية ولقطاء الوصاية صاروا ابطال الرواية.

يعرفهم اللبنانيون بالاسم ويدلون عليهم بالاصبع لكنهم لا يعبأون ، فهم ينتمون الى منظمة “فاسدون بلا حدود” ووقحون الى ابعد حدود .

السرطان يفتك بشعبنا ، المخدرات تقتل شبابنا ، المجارير تزين شوارعنا ، الامراض تتناوب على اطفالنا ، التلوث يتوج مدننا ، البطالة تهّجر طاقاتنا ، الزعران يتحكمون والرعاع يحكمون وتراهم على الشاشات بالطهارة يلتحفون وفي الساحات بالنزاهة يحاضرون ووعلى المنابر بالعفة ينادون .

وهل يوكل الذئب برعاية الغنم ؟ وهل يٌركن للثعلب بحماية الدجاج ؟ وهل تٌكلف الافعى بتوزيع الترياق على الملدوغين بسمها ومن جحرها مرات ومرات وليس مرة واحدة ؟

جوقة الناعبين والناعقين والنادبين يحركها مايسترو الفاسدين ويوجهها دائما نحو شخص واحد . سيد العهد ورئيس البلاد .

اذا امطرت الحق عالعهد اذا حبست، الحق عالعهد . حرائق كاليفورنيا وجريمة الخاشقجي وحرب اليمن وازمة كشمير وتدهور الليرة التركية كلها مسؤولية ميشال عون وربما قد يكون من المتسببين بحرب فيتنام وكوريا وبيافرا واغتيال ولي عهد النمسا فرديناند وبيرل هاربور ونحن لا نعلم .

وصلت الوقاحة الى درجة غير مسبوقة . كل شيء لهم مباح ومستباح . من الدواء الى الغذاء الى الكهرباء الى الماء الى الاستشفاء . لم يسبق للبنانيين مسلمين ومسيحيين ان عانوا ذلاً جماعياً وعقاباً ظلامياً كالذي يعيشونه .

جرائم موصوفة وأدلة معروفة لكن العدالة حتى الساعة ممنوعة من الصرف والمحاسبة محذوفة من العرف . الملهاة الان في تشكيل الحكومة لكن المأساة الحقيقية هي في النهب المنظم لاموال الدولة براً وبحراً وجواً في صفقات معجلة ومشاريع مؤجلة .

البلد مليء بالسرقات لكن لم يتم توقيف سارق الا الذي يسرق ليعيل عائلته او الذين غدرتهم الايام وظلمتهم الاحلام ببلد ينام كل يوم على صفقة ويستفيق على فضيحة .

آن الأوان للمحاسبة والعقاب وتعليق المشانق . الرب الهنا امر موسى ان يتوه الشعب اربعين سنة في القفر حتى يزول الجيل الذي اخطأ في عيني الرب وخالف وصاياه، والله أرسل الطوفان لينظف الارض من الخطيئة واحرق سدوم وعمورة ليطهر المعمورة من الرذيلة والتكبر والتجبر، ويسوع دخل الهيكل ليطرد التجار والفجار واللصوص والفاسدين في الارض والدين لتكون لنا حياة وتكون افضل .

وكما لا يمكن للانسان ان يعبد ربين، لا يتحمل لبنان وجود راسين : رأس البلاد ورأس الفساد . رأس البلاد سيحكم وليقطع رأس الفساد..

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=929236550600234&id=569341149923111