هذا ما جاء في مونشيت جريدة المستقبل:
بكلام صريح بلا صريخ، وموقف حازم بلا إصبع مرفوع يُهدّد ويتوعد بالثبور وعظائم الأمور، تنفّس اللبنانيون الصعداء أمس من نافذة «بيت الوسط» بعدما نجح خطاب رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري بالشكل والمضمون في فتح كوة هدوء وتعقّل في «جدار» التوتير والتوتر الذي نصبه الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله السبت الفائت وحاصر من خلاله آمال التأليف والتآلف بين المكونات الوطنية جاعلاً من «طروادة» سنّة 8 آذار حاجزاً مفتعلاً قاطعاً للطريق المعبّد أمام ولادة الحكومة الجاهزة منذ نهاية تشرين الأول. ولأنّ «السنّة طائفة أساسية في البلد ولا يمكن أن تكون في أي ظرف ملحقة بحزب أو بمحور» ولأنه لا يقبل «بطغيان أي طائفة على السنّة وعلى مصلحة البلد» وقبل هذا وبعده «لأنّ أحداً لا يستطيع أن يحتكر طائفة ويتحدث عن احتكار عند طوائف أخرى»، قالها الحريري بالفم الملآن: «أنا بيّ السنّة وأعرف أين مصلحة أهل السنّة وكيف أحمي السنّة وأدافع عن قضاياهم»، مذكراً في الوقت عينه بأنه هو وليس غيره من أفسح في المجال أمام وصول سنّة 8 آذار الستّة إلى الندوة البرلمانية من خلال إقرار قانون الانتخاب النسبي.. «لكنّ المرء لا يدفع الفاتورة مرتين».
-المستقبل-