– نحن أبناء الحياة ولم نهبِ الموت يوماً بل نحن المؤمنون بالقيامة والرجاء (البيان الختامي)
***
في اللقاء التضامني في الرابطة السريانية لشخصيات وقوى تضامناً مع الأقباط المستهدفين، ألقى الناشط السياسي ميشال أبو نجم البيان الختامي.
يعلن المجتمعون اليوم تأكيدهم التالي:
– يعتبر المجتمعون أن تكرار هذه الجرائم لا يستهدف فئة من المجتمع فحسب، بل يضعون ذلك في إطار استهداف الدول الوطنية، وفي طليعتها الدولة المصرية الوطنية المركزية والآتية من تراث عريق في إدارة السلام المجتمعي المصري، من ضمن سياق التفكيك في المنطقة وصنع الفوضى وتمددها، وضرب كل قوة إقليمية وعربية تسعى إلى الإستقرار والسلام وحصر الصراعات ذات الأبعاد الدينية والمذهبية والعرقية الممزقة للمجتمع.
وفي موازاة ذلك، يدعو المجتمعون الدولة المصرية وأجهزتها إلى عدم التغاضي القضائية والأمنية في التعاطي مع الإرهاب، ومع من يتساهلون معه، ذلك أن تكرار هذه الجرائم يؤدي إلى إثارة الهواجس لدى الأقباط وفئات كبيرة من المجتمع المصري بشتى تلاوينه، يسهل استغلالها من خلال الإرهابيين ورعاتهم وبالتالي ضد الدولة المصرية نفسها.
– إن استهداف المسيحيين الأقباط في مصر، هو استهداف للإنسان والآخر المختلف، ونحر لحقوقه التي نادت بها الشرائع الدولية والأديان السماوية، وهو جريمة مستمرة تحت أنظار المجتمع الدولي والعالم العربي الممزق بالصراعات والتفكك والإرهاب التكفيري. لذا فإن العالم وحكوماته مدعو أولاً إلى وضع هذه القضية في صدارة اهتماماته، ومطلوب منه على رؤوس الأشهاد أن يوقف رقصة الشيطان مع الإرهاب التكفيري، واستخدامه في إطار مصالحه في المنطقة ولتدمير مجتمعاتنا ودولنا وتفكيكها، لأن هذا الرقص الجهنمي تحديداً هو ما يسمح لمنظمات العنف الأعمى بالتمدد والإنتشار، لا بالإنتقال أيضاً من ساحةٍ إلى ساحة، بحسب ما تقتضيه المصالح والمخططات.
– دعوة المجتمعات العربية، حكوماتٍ ونخباً وقادة رأي عام، إلى الإدانة القاسية لا لمنظمات الإرهاب فحسب، بل لكل رعاية للتطرف والتشدد تحت أي مسمى كان، لأن الحاضنة الفكرية هي الأساس لولادة المنظمات التكفيرية وتطور أجيالها عقداً بعد عقد وعاماً بعد عام… كما أن العرب أجمع، مدعوون، بالحماس نفسه الذي يرفعونه من أجل أي قضية أخرى، لاعتبار أن استهداف مسيحيي المشرق هو استهداف للمسلمين أيضاً، لا بل استهدافاً للدين الإسلامي السمح نفسه.
– يشدد المجتمعون على أن قضية الحفاظ على التنوع في نسيج المنطقة الضاربة في القدم ومهد الديانات السماوية، والحضارات العريقة، هي قضية عصرنا هذا ويجب أن تكون أولوية حكوماتنا ونخبنا وقياداتنا. فأيام الإيديولوجيات الصهرية ولت، وأيام الأحادية ستسقط عاجلاً أم آجلاً… فلنأتِ إلى كلمة سواء في رفع هذه القضية وإدراجها لا في الكلام والشعارات فحسب، بل في مناهجنا التربوية أولاً منذ نعومة أظفار أولادنا، كي يربون على محبة الآخر والإعتراف به، لا على اعتباره مختلفاً يجب إقصاؤه أو تهميشه وصولاً إلى حذفه وقتله، وأيضاً إدراج التنوع قضية مركزية في الخطاب الإعلامي والسياسي والديني.
– يرى المجتمعون أن لبنان بتنوعه وتراثه العريق في الحريات وفي احترام الخصوصيات المجتمعية، على قاعدة الوحدة في التنوع، يجب أن تكون دولته وسياسيوه ونخبه في طليعة المواجهين للفكر الإرهابي التكفيري، وفي طليعة رافعي شعار الحفاظ على وحدة المجتمع وتنوعه وحقوق أفراده وجماعاته. ويدعو المجتمعون بالتالي شرائح المجتمع اللبناني كافةً والمسؤولين على مختلف مراكزهم، إلى الإلتفات إلى ما يحصل في محيطنا واعتباره خطراً وجودياً داهماً، وبالتالي إلى أوسع حملة تضامن مع إخوتنا المصريين مسيحيين ومسلمين في مواجهتهم للفكر العنفي الأعمى.
– يختم المجتمعون دعواتهم وتوصياتهم بالحاجة المتكررة إلى استمرار الحوار والتواصل مع المحيط المشرقي، ومع الهيئات الدولية والعربية ذات الصلة، من أجل تأمين كل القدرات والطاقات في مواجهة الأفكار التكفيرية الإرهابية وتجفيف منابع التطرف، ووضع جميع المسؤولين أمام صرخات الضحايا الأبرياء، فلا يبقى الفتل والسحل والموت مخيماً على ديارنا… إننا خلقنا للحياة ونحن أبناء الحياة ولم نهبِ الموت يوماً بل نحن المؤمنون بالقيامة والرجاء وبسطوع الشمس ولو بعد حين ظلام…