ليفهم الجميع… وحدة المعيار من الآن وصاعداً
بروح الميثاق، ونصِّ الدستور، تُشكَّل الحكومات في لبنان…
الميثاق، يتحدث عن المشاركة، والمناصفة، والمساواة. فلا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك، كما أن الطوائف تُمثَّلُ بصورة عادلة في تشكيل الوزارة، على ما يرد حرفياً في مقدمة الدستور وفي مادته الخامسة والتسعين.
والدستور عينُه، يشير بوضوح، في مادته الثالثة والخمسين، إلى أن رئيس الجمهورية يُصدِر بالاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء مرسوم تشكيل الحكومة، ما يعني عملياً، أن المعنيين (2) الأساسيين بالتشكيل، هما رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة المكلف، اللذان يتعيِّن عليهما بالسياسة، مراعاةُ الكتل النيابية الأساسية، حتى تنال الحكومة الوليدة ثقة المجلس النيابي…
ليس في ما تقدَّم أيُّ جديد، تماماً كما في آخر تطورات توليف الحكومة. غير أن العودة إليه اليوم بالذات، يحمل رسالة واضحة إلى من يهمُّه أو يعنيه الأمر، مفادها أنْ بعيداً من لعبة الأسماء، وتصنيف الحقائب، والأعراف المستنبطة، المعيارُ الوحيد في تأليف آخر حكومات مجلس 2009، كما أيّ حكومة مقبلة، هو وحدة المعيار،
فرئيس جمهورية ما بعد 31 تشرين الأول 2016 لن يكون أقلَّ من رأسِ الدولة ورمزِ وحدة الوطن، على ما تنص المادة التاسعة والأربعون من الدستور.
فللدولة رأس واحد، وللوحدة شرط واحد، هو وحدة المعيار…
لكن، على مسافة من غابة ملفات السياسة اليومية بقضاياها والإشكالات، العنوان الأبرز اليوم كلمتان: “غازي عاد”.
فغازي، الذي زار قبل ظهر اليوم خيمة المخفيين قسراً للمرة الأخيرة، عاد بعدها إلى مسقط رأسه، حيث عانق جسدُه تراب الوطن إلى الأبد على رجاء القيامة، لتبقى روحُه حيَّة أبداً في قضيته التي لن تموت. تفاصيل الرحلة الأخيرة لغازي في هذا التقرير لملفين خوري.