أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


كان لدى كل الطوائف عقدهم حتى بروز العقدة الشيعية بتوزير سنّة المعارضة- نسيم بو سمرا

– لماذا إحراج الحريري لإخراجه وهل يعتقدن أحد ان سنّة 8 آذار يمكنهم ملئ الفراغ؟

***

بعد حوالي خمسة أشهر من المفاوضات لتأليف الحكومة العتيدة، أثبت رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري جدارته في ترأس حكومة وحدة وطنية، وهو الذي قام بفكفكة العقدة تلو الاخرى، وتخطّى العقبات التي وضعت امامه عن قصد او عن غير دراية، ومعظم هذه العقد كانت بتوجيهات خارجية، لتأتِ الساعة التي بات يمكن القول ان الحكومة باتت بتركيبتها متوازنة من خلال تمثيل الكتل الوازنة فيها، غير ان حسابات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كما الحريري، لم تتفق مع حسابات حزب الله ، فبرزت في اللحظة الاخيرة العقدة الشيعية، بعدما اعتبر الثنائي الشيعي لوهلة انه المسهّل الاول لتشكيلها، وتغنّى بأن لا عقدة شيعية امام التأليف في حين كان لدى المسيحيين كما السنّة كما الدروز عقدهم، الى ان برزت “العقدة الشيعية” بتوزير سنّة المعارضة.

غير ان ربما أخطأ سنّة ما كان يعرف بـ 8 آذار، بتقدير حجمهم، بعدما نجح معظمهم من ضمن كنف الثنائية الشيعية وليس بقوتهم الذاتية في الشارع السني كما يدّعون، فيما اثبت الحريري منذ عودته النهائية الى لبنان ودعمه لترشيح الرئيس العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية انه رجل التسويات الكبرى والجريئة التي تحتاج إلى رجال يملكون قرارهم، ففرض نفسه رئيسا للحكومة من ضمن التسوية الرئاسية التي انتشلت لبنان من الفراغ على كل المستويات، ووضعته على السكة الصحيحة لبناء وطن وإصلاح الدولة.

أمّا بالنسبة للتمثيل السني فبقي الحريري نتيجة الانتخابات الاخيرة الاقوى في طائفته، فخرج بكتلة وازنة على الرغم من القانون الجديد القائم على النسبية ورغم كل الظروف والضغوط المحيطة به بعد سنوات من غيابه عن الوطن، وهو فرض نفسه هذه المرة كسعد الحريري وليس كوريث الحريرية السياسية او كنجل الشهيد رفيق الحريري، ولم ينجح هذه المرة بفضل استغلال دم الشهداء ولا بالمتاجرة بهم في السياسة، بل بالعكس، فاستحق زعامته بجدارة، وهذا ما دفع كل شعب لبنان الى الوقوف الى جانبه في محنة اختطافه بالسعودية، فخرج سالماً بعناد ميشال عون وقدرة ايمانويل ماكرون.

وبناء عليه فليكف البعض عن تحميل الحريري اكبر من طاقته، وهو الذي عرف كيف يخرج من تحت العباءة السعودية ووضع المصلحة اللبنانية قبل أي مصلحة، ولا مصلحة للبنان ان يضعف الحريري لأن لا بديل في المدى المنظور عنه في الطائفة السنية كما على المستوى الوطني، ويخطئ من يظن ان يمكن لأحد من سنّة المعارضة، هؤلاء الانتهازيين، أن يملأ الفراغ الذي يخلّفه الحريري في حال أُحرج فأُخرج.