أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


ما هي الحكمة من اضعاف الحريري كرمى لعيون سنّة المعارضة؟- نسيم بو سمرا

-سنّة المعارضة لا يحق لهم التمثل بالحكومة لأنهم موزّعون على كتل لها ممثليها

***

هو فصل الخطاب في الشأن الحكومي، الذي أعلنه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس خلال الحوار المفتوح بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لانتخابه ، حين قال: “ان التكتيك السياسي قد يضرب الاستراتيجية الوطنية ويفتح ثغرة في الوحدة الوطنية، وهنا اضع الجميع امام مسؤولياتهم. الجميع ضحى في مكان ما وتنازل، ونأمل ان تحل العقدة الاخيرة في القريب العاجل”. وأضاف الرئيس عون ان ” لا نريد اضعاف رئيس الحكومة بل على العكس يجب ان يكون قوياً لأن المسؤولية الملقاة على عاتقه كبيرة، والنواب الستة المستقلون هم أفراد تجمّعوا موخراً أما بالنسبة لموقف حزب الله فنحن لا نريد اليوم أي ثغرة في الوحدة الوطنية.”

يستغرب المراقبون كيف ان إثارة مسألة تمثيل سنّة المعارضة، جاءت في اللحظة الاخيرة، معتبرين ان لو كانت النيات فعلا حسنة من قبلهم، لما انتظروا حتى الامتار الاخيرة من تشكيل الحكومة، بعد ان اكتملت التركيبة بحقائبها وأسمائها، ليرموا هذه العقدة المستجدّة، بوجه الحريري، مع علمهم المسبق حساسية هذه النقطة بالنسبة للرئيس المكلّف، ما يؤشّر بحسب المراقبين الى اهداف اخرى، لدى المتمسكين بتوزير سنة المعارضة، في حين ان هذه الاشكالية عملياً ليست عند الحريري بل عند سنّة ما يسمّى بـ قوى 8 آذار، أما الرهان على الرئيس عون لإيجاد حل في هذا الاطار، فهو غير منطقي لأن هؤلاء النواب ليسوا في صف رئيس الجمهورية، وبالتالي لا يمكن للرئيس عون ان يعتبرهم من فريق عمله ليوزّرهم بالتالي من ضمن حصّته.

سنّة المعارضة

بالمحصلة، إن النائبين فيصل كرامي وجهاد الصمد هم حلفاء رئيس تيار المرده سليمان فرنجية والاخير حصل على وزارة الاشغال، وبالتالي يكون نواب سنة المعارضة ممثلين في الحكومة، عبر الاشغال، في حين ان باقي النواب السنة، ينضوون ضمن كتل اخرى مثل كتلة التنمية والوفاء للمقاومة، ولا يشكلون كتلة واحدة، ولذلك لا يحق لهم التمثل في الحكومة، بسبب توزّعهم على كتل لها ممثليها.

أما الاهم فيجب الاّ يحاولنّ أحد إضعاف رئيس الحكومة، ليس كرمى لعيون الحريري ولكن حفاظا على التوازن الوطني، والتنسيق الحاصل نتيجة التفاهم بين الرئيس عون والحريري، أوصل الى انجازات حكومية وبالتالي، كل من يعمل على اضعاف الحريري، يضعف العهد بالمقابل، أمّا الانسجام بين الرئيسين فقد ظهر أمس بعدما حجبته عملية تشكيل الحكومة لفترة قصيرة، حين علّق رئيس ​الحكومة​ المكلف ​سعد الحريري​ على الحوار الإعلامي لرئيس الجمهورية، بالقول:”تحية من القلب الى فخامة ​الرئيس ميشال عون​ . كلامك الى اللبنانيين عناوين للصدق والصراحة والمسؤولية”.

وكان الحريري توجه للرئيس عون بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لانتخابه  بالقول: “فخامة الرئيس العماد ميشال سنتان معا على طريق استعادة الثقة بالدولة، ومعك لن نتراجع عن مسيرة النهوض بلبنان. نسأل الله ان يُنعم عليك بالصحة لتبقى عنواناً لوحدة جميع اللبنانيين”. ورد ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ في تصريح له عبر ​مواقع التواصل الإجتماعي​ على تصريح رئيس ​الحكومة​ المكلف ​سعد الحريري​، قائلا: “بالتفاهم والتضامن نستطيع أن نحقق الكثير، وسنبقى معا ما دمنا نخدم معا مصلحة ​لبنان​ ونحفظ وحدة اللبنانيين”.

وفي الختام نسأل: ما هي الحكمة من إضعاف الحريري كرمى لعيون سنة المعارضة؟