أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


فلتوقف القوات فصاحة ودعاية زائفة وقرع طبول النصر- نسيم بو سمرا

-ضعف تمثيل فرنجية لا يعطيه اكثر ممّا كان يعطيه له الاوصياء عليه في زمن الوصاية

***

بات من الضروري معالجة العقد النفسية لدى بعض الافرقاء اللسياسيين قبل العقد الحكومية، وهذه الاخيرة لم تكن لتظهر اساسا لولا العقد النفسية لدى البعض وشعورهم بالعظمة او بجنون العظمة كما هو متعارف عليه في علم النفس، ويدخل تفسير رئيس حزب القوات سمير جعجع في هذا الاطار، لموقف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بقوله لوزير الاعلام ملحم الرياشي الذي التقاه أخيرا مرسلا من جعجع، “أن القوات هي زينة الحكومة”، ففسّرها جعجع على نحو مغاير حين قال للصحافيين في معراب أن “يضحك كثيراً من يضحك أخيراً”، محاولا بذلك اقناع نفسه كما الاخرين، ان القوات “حصلت على ما تريده في الحكومة العتيدة”، وهذا ما تدحضه التركيبة الحكومية التي ستعطي القوات “أربع وزارات، ثلاثة بحقيبة، إضافة إلى نيابة رئيس الحكومة من دون حقيبة،”، في حين ان لم ننسى مطالب القوات السابقة ب 6 حقائب ومن ثم انخفاض سقفها الى 5 لتصل الى 4 مع حقائب اساسية من دون وزارة دولة، لتصل اليوم الى القبول بـ 3 حقائب اضافة الى وزارة  دولة بعدما تنازل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن نائب رئيس الحكومة، لتشكيل الحكومة، وهو منصب أعطي للقوات رضائيا من قبل الرئيس عون وهو ليس حقّاً لها في مطلق الاحوال، ولذلك فليخففوا عن اللبنانيين فصاحة ودعاية زائفة وقرع طبول النصر.

اما المهم الذي اوصل الى قرب تشكيل الحكومة والتي ستعلن على الارجح في الـ 48 ساعة المقبلة كحدّ اقصى، فهي عدة عوامل اولها اصرار الرئيس عون على تأليف حكومة منتجة تضع مشاريع العهد قيد التنفيذ، ولتكون الحكومة منتجة، يجب ان تراعي التشكيلة نتائج الانتخابات النيابية التي حدّدت حجم كل فريق، وان تساوي بين الافرقاء باحترام المعيار الموحد، وهو تحقّق، هذا في العامل الداخلي المؤثر في تشكيل الحكومة، فيما العامل الخارجي الضاغط لعدم تشكيل الحكومة، في الاشهر الخمسة السابقة، فقد تبدّل ، بالدرجة الاولى لدخول العامل الفرنسي على الخط ، بحثّ الرئيس ماكرون على السرعة بالتأليف تحت وطأة مساعدات “مؤتمر سيدر” الاقتصادية للبنان وخشيته من خسارة لبنان لهذه الفرصة الثمينة، وثانيا بتخفيف القبضة السعودية على الحريري بعدما باتت السعودية نفسها تحت الضغوط الدولية بسبب قضية اغتيال الكاتب والصحافي السعودي جمال خاشقجي.

في هذا السياق وعلى الرغم من وجود عقد اخرى امام التأليف، إلا ان حلها بات سهلا بعد حل عقدة القوات، ولن تمنع هذه العقد الصغيرة ، إعلان التشكيلة وان كانت ستؤخرها لساعات معدودة لا اكثر، على رغم محاولة رئيس تيار المرده سليمان فرنجية الايحاء امس ان العقد ما زالت هي هي، وانه قادر على خربطة الحكومة بإرساله في حديثه للـ  MTV ،  اشارات بعكس الاجواء التفاؤلية السائدة، في حين ان موقفه هذا لا يعدو كونه محاولة لإثبات وجود لا يملكه  فرنجية اساساً على ارض الواقع، نظرا لضعف تمثيله الشعبي المحصور في منطقة واحدة ومحدّدة من لبنان، لا تعطيه اكثر ممّا كان يعطيه له الاوصياء عليه، في زمن الوصاية.