ميسم رزق-
حتى العصر، لم يكُن بّري قد تبلّغ إشعاراً جدّياً بقرب ولادتها. لكنه أكد أمام الصحافيين على هامش اللقاءات التي عقدها، أن «الأخبار الواردة من لبنان تظهر تقدّماً، وأن الجوّ لا يزال إيجابياً»، معلقاّ بالقول: «إن شاء الله خير».
غيرَ أن رئيس المجلس الذي كان شاهداً على محاولات سابقة انتهت بالفشل، أصرّ على تكرار المثل الشهير: «ما تقول فول ليصير بالمكيول. الفول موجود والمكيول أيضاً. لا ينقصنا سوى أن نضع الفول بالمكيول».
وعلى وقع اللقاءات والاتصالات التي استمرت بين رئيسي الجمهورية والحكومة والأقطاب السياسية، قال: «أنا على تواصل مع بيروت. حتى الآن لا يزال هناك بعض النقاشات في ما خصّ وزارة التربية وحصّة القوات». وفي ما يتعلّق بالحصّة الدرزية «أعتقد أن التسوية رست على وزيرين درزيين لجنبلاط»، أما الدرزي الثالث «فمتفق عليه بين المكونات المعنية».
وفيما بقيت بعض النقاط التفصيلية عالقة بشأن الحقائب، على قاعدة التشدّد في ربع الساعة الأخير، اعتبر الرئيس بري أن ما دفَع باتجاه هذه الإيجابية هو الوضع الاقتصادي وحراجته.
أما عن وجود إشارة خارجية، فأجابَ رئيس المجلس بالنفي: «منذ البداية قلت أن لا معوقات خارجية، وما زلت مصمّماً على ذلك. السبب الرئيسي هو استشعار الجميع بالخطر الاقتصادي المحدق بنا»، بدليل أن «العقد التي وُجدت منذ البداية هي نفسها ويجري تذليلها، ولو كان هناك ضغط خارجي لكان التنازل فاضحاً».
وفي الإطار عينه، علمت «الأخبار» أن الأمين العام لحزب الطاشناق، النائب هاغوب بقرادونيان، الذي يرافق بري إلى جنيف، وصلته بعض المعلومات عن «محاولة لأخذ أحد المقعدين الأرمنيين في الحكومة»، فأكد «كرسالة لمن يهمه الأمر أن حصة الأرمن هي وزيران بلا زيادة ولا نقصان، وأي إخراج آخر يعني استهدافاً للطائفة الأرمنية».
بقرادونيان: حصتنا وزيران بلا زيادة ولا نقصان، لكن وردتنا معلومات عن محاولة لأخذ أحدهما
من جهة أخرى، استقبل الرئيس بري الوفد البرلماني الإيراني المشارك في اجتماعات جنيف برئاسة النائبة فاطمة الحسيني، وبحضور الوفدين اللبناني والإيراني. في مستهل اللقاء، نوهت الحسيني بالعلاقات بين البلدين، وأشادت بدور الرئيس بري في التصدّي للكثير من القضايا في لبنان والمنطقة. وأكدت أن إيران تدعم وتساند لبنان في كل المجالات والقضايا وضد العدو الإسرائيلي والإرهاب.
وأكد بري عمق العلاقة بين لبنان وإيران، مجدداً شكره «للدعم القوي الذي قدمته للمقاومة في لبنان، الذي يشكل عاملاً مهماً إلى جانب وحدة اللبنانيين التي تشكل أهم أساليب المقاومة». وأضاف أن «وجود الإرهاب المتمثل بداعش والنصرة كان هدفه أن نبتعد عن القبلة السياسية للمسلمين والمسيحيين، أي القدس والقضية الفلسطينية».
وأكد وجوب التنبه، لأن المخطط مستمر لاستهداف الوحدة في العراق، وخلق ما يشبه الشريط الحدودي في شمالي سوريا، معتبراً أن «الأمان في سوريا يشكل أماناً في العراق ولبنان، ويعطي أملاً للإخوة الفلسطينيين باسترداد أرضهم وحقوقهم».
-الأخبار-