–ردّا على أبو الحسن: لا نبرع بمخاصمة الجميع بل بوقف المستأثرين عند حدّهم
***
تأمّلنا خيرا حين فاز عن الجبل عضو اللقاء الديمقراطي النائب هادي ابو الحسن، لما نعرفه عنه نحن ابناء هذا الجبل الأشم، من دماثة خلق وانفتاح على الجميع حتى على الخصوم في السياسة، غير اننا نفاجأ من وقت لآخر وبخاصة بعد وصول النائب الكريم الى المجلس النيابي، بمواقف تعبّر عن رفض الآخر الخصم بالسياسة لا بل شيطنته في بعض الاحيان، فإذا كان النائب الكريم يعتبر ان مشاركته التمثيل مع نواب التيار الوطني الحر في الجبل يعطيه الحق بضرب أسس العلاقة المجتمعية للمنطقة، لأهداف سياسية ضيقة للحزب التقدمي الاشتراكي، فعليه ان يعيد حساباته ويتذكّر ان رئيس حزبه كان من الرافضين لقانون الانتخابات النسبي، والذي لولاه لما كان اصبح ابو الحسن نائباً، وهو القانون الذي قاتل التيار الوطني الحر لإقراره، في حين ان وفق القانون الاكثري حصد التيار الوطني الحر وحلفاؤه في قضاء بعبدا و لدورتين متتاليتن كل المقاعد النيابية.
إذا وبعكس ما يسوّق نواب الحزب الاشتراكي، وعلى رأسهم أبو الحسن، نحن مع التمثيل الصحيح الذي يعبّر عن رأي الناس، وهم عبّروا عنه في الانتخابات الاخيرة ما سمح بوصول الاقلية التي يمثّلها ابو الحسن الى مجلس النواب، والتي كانت تُقصى بحسب القوانين الاكثرية البائدة، التي يفضّلها الحزب المنتمي اليه ابو الحسن، اما عن ادعاء ابو الحسن ان رئيس التيار الوزير والنائب جبران باسيل بارع بمخاصمة الجميع، فنصحّح له معلوماته بالتأكيد اننا نبرع بوقف المستأثرين عند حدّهم، في الجبل كما في كل لبنان، وهدفنا الوحدة الوطنية لا التقسيم الذي أوشكتم انتم على النجاح بفرضه على اللبنانيين في أحلك الليالي السوداء، أمّا رقاب العباد التي تعتبرون اننا نتحكّم بها، فنحن حرّرناها من تسلّط الادارة المدنية المشؤومة، في الجبل.
وقد اعتبر النائب ابو الحسن، عبر حسابه على تويتر، ان “بعد إصدار النهار الأبيض أمس ، جاء من يكتب بحروفٍ سوداء مساءً”، سائلا: من حكّمكم برقاب العباد ؟ كفى شيطنةً سياسية ومسّاً بالحقوق”، مضيفاً ان “هموم الناس ومطالبها وكبوات الوطن وأزماته أهم من بهلوانياتكم وجشعكم “، وختم بالقول: “بارعون في مخاصمة الجميع،غريب”.