– كفى الخطاب بالعفَّة أيها العَهَرة… (أمين أبوراشد)
***
نحن لا شأن لنا، إذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أمطر السعودية بتهديداته، وارتأى وليد العهد محمد بن سلمان، أن يرُدّ بلغة الحمائم المُسالمة إن لم نقُل النعام المُستسلِمة، ولو أننا بما تبقى لدينا من إنتماء عربي، كنا نتمنى لو أن بن سلمان في مقابلته مع وكالة “بلومبرغ”، قد برَّر لترامب لغته الهجومية المُهينة، بأن مضمون ما أدلى به بحقّ السعودية مجرَّد استعراض قوة إنتخابي داخلي، وخطاب شعبوي جماهيري تقتضيه حملة الإنتخابات النصفية الأميركية، لكن أن يعتبر بن سلمان بأن لكل صديقٍ سلبياته وإيجابياته وعفا الله عما مضى، فهذا شأن سعودي داخلي، أسراره ليست أسرار، طالما أن بقاء العرش بمنأى عن المخاطر، هو الغاية وقٌدس الأقداس.
كما في مسألة ترامب، كذلك في قضية الصحفي جمال الخاشقجي، لا شيء إسمه حياة سياسية أو حزبية أو إعلامية في المملكة، والناطق الرسمي الوحيد الأوحد هو الملك، والملك الفعلي الآن هو ولي العهد، وأي سياسي أو عضو مجلس شورى أو وزير أو إعلامي سعودي غير مخوَّل سوى بالموافقة المطلقة على مواقف “ولي الأمر”، وأيضاً هذا ليس شأننا، لأن الشأن الأهم هو في ابتلاء لبنان، بمَن يُطلقون أبواقهم غُبّ الطلب بشيك سعودي، ويُقفلون أفواههم غُبّ الطلب بشيك سعودي.
وإذا كان المسّ بأي شأن سعودي محرَّم بحُرمة الحرمين الشريفين لدى حُلفاء السعودية في لبنان، واكتفى هذا الفريق بتنويه الأمين العام السابق لقوى 14 آذار فارس سعيد برصانة وشجاعة الأمير محمد بن سلمان في مقابلته مع “بلومبرغ” للردّ على ترامب، فإن كل ما نطلبه من جماعة تبخير البُخاري في لبنان أن تخرس، بدل أن تُهاجم عهداً سيادياً وتتهمه بقمع الحريات، وهي حُريتها رهن أوامر سفير.
قمع حُريَّات في لبنان؟؟!!
وهل بقي صبي سفارة وشحَّاد ريال، إلّا وهاجم عهد فخامة الرئيس عون؟ وهل بقي فاسد حرامي إبن حرام إلّا وتجنَّى على فخامة الآدمي؟
هل هناك عهرٌ ارتٌكِب من بعض نساء السياسة والإعلام منذ زمن “نسوان المطحنة” وحتى الآن أفظع من الذي نسمعه على ألسُن العاهرات، بحقِّ أنظف وأشرف وأنصع عهد عرفه لبنان؟
كفى…،
كفى استغلالاً للحريات في لبنان يا رهائن سيف القمع وقطع الأعناق، ويا زبائن سوق المُزايدات من أجل ريال ويا خُصيان البلاط الملكي…
كفى الخطاب بالعفَّة أيها العَهَرة…
كفى إذلالاً للهوية اللبنانية التي لا تستحقون..
كفى تبخيراً للبُخاري من أجل “الكلأ الأخضر” يا قُطعان العمالة، يا من تُمنعون حتى عن الثُغاء سوى بأمر “ولي الأمر” لأنه يحمل سيفاً بيد وريالاً باليد الأخرى، وفي نفس الوقت، تنبحون في ساحة الحرية على من يرعى كرامتكم الوطنية اللبنانية لإرضاء أسياد نعمتكم، ويا شماتة البٌخاري فينا، ويا لعنة “قدموس” على من يعترف بعد اليوم أنكم أحفاده والسلام…