أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


الطوباوي “بارتولو لونغو” من “كاهنٍ للشيطان” الى “رسول الورديّة المقدّسة”

– الطوباوي العِلماني “برتولو لونغو” (رسول الورديّة المقدّسة)

***

ولد في 10 شباط 1841، في لانشيانو Lanciano – جنوب إيطاليا، وترعرع في عائلةٍ فائقة الثّراء، مُلتزمة كاثوليكيًّا.

توفّي أباه وهو لا يزال في العاشرة من عمره، فتزوجّت أمّه محاميًا. ثمّ درس القانون في جامعة نابلز Naples.

خلال فترة الستينيّات، تعرّضت الكنيسة الكاثوليكيّة في إيطاليا لاضطهاداتٍ عنيفة. فصار قداسة البابا بمثابة عدوٍّ للقوميّة الإيطاليّة، التي سَعت الى الإطاحة بالبابويّة. وإثر ذلك اشترك العديد من طلّاب جامعة Naples في احتجاجاتٍ ضدّ الكنيسة المقدّسة والبابا.

فتأثّر “بارتولو” بأحد التيّارات المُتمرّدة، وأدّى به الأمر الى التورّط في عبادة الشيطان. وبعد عدّة دراسات “شيطانيّة” صار كاهنًا للشيطان. وقّع معه -أخزاه الله- رباطًا من الدّم.

بعد بضع سنوات، أدّت به هذه العبادة الى اكتئابٍ ويأسٍ شدِيدَين والى حالة غضبٍ وارتباكٍ، وأظهر عوراض المسّ الشيطاني.

وفيما هو وسط يأسه هذا، سمِع صوت أبيه المتوفّي في داخله يقول له: “إرجع الى الله، إرجع الى الله”.

فقَصد صديقه المؤمن Vincenzo Pepe ونَصحه بأن يترك هذه البِدعة ودلّه على الأب الدومينيكاني “ألبرتو رادانتي” Alberto Radente الذي قاده نحو توبة كاملة وإعترافٍ صادقٍ وتغيير مسيرة حياة جذريّةٍ.

في إحدى الأمسيات، وبينما هو مارٌ بقرب كنيسة في بلدة “بومباي” (التي كانت قديمًا بؤر فساد ودنس وعبادة أصنام)، انتابته تجربة يأسٍ شديدة حيال خلاص نفسه -بالرغم من ارتداده- يُخبر عنها:

<< بينما أنا أتأمّل في وضعي، شعرتُ بيأسٍ شديد، وكدتُ أنتحر. ثمّ سمعتُ صوتًا في أُذنيّ صوت الأب “ألبرتو” يردّد كلمات العذراء:

إن كنتَ تطلبُ الخلاص، أُنشر عبادة الورديّة. هذا وعد العذراء نفسها.”

هذه الكلمات أنارت نفسي. فسقطت على رُكبتيّ واعدًا العذراء:

“لن أترك هذا الوادي، إلى أن أذيع ورديّتكِ >>

العذراء مريم تسلّم الورديّة للقديس عبد الأحد

فانضمّ الى رهبنة مار فرنسيس الثالثة  للعلمانيّين واتّخذ اسم “روزياريو” Rosario، أي “ورديّة”. تزوّج كنسيًّا، وأسّس مع زوجته “فريق الورديّة للصلاة” ورمّم كنيسةً قديمةً في تشرين الأول 1873… علّق فيها صورة الورديّة المقدّسة (فيها القديسيَن عبد الأحد، والقديسة كاثرينا السيانيّة) كان قد رمّمها أيضًا بنفسه.

وبعد بضع ساعات من تعليق الأيقونة المباركة، بدأت العجائب وصار المؤمنون يتدفّقون بأعدادٍ هائلةٍ الى الكنيسة الصغيرة. وعلى هذه الأعاجيب طلب أسقف “نولا” منه أن يبني كنيسةً أكبر، قال عنها “روزاريو”:

“في هذا المكان الذي اختير بسبب أعاجيبه، نرغب بأن نترك للأجيال الحاضرة والمُستقبلة تذكارًا لسيّدة الإنتصار، وسيكون أقلّ قدرًا لعظمتها، ولكن أجدر من إيماننا ومحبّتنا.”

 

قدّم الكاثدرائية للسدّة البابويّة، عام 1906 بعد الانتهاء من بناء القسم الأكبر منها. ولكنّ غيرته الرسوليّة وحماسه لنشر عبادة الورديّة لم تخفُتا بعد ذلك. فذهب يبشّر الشبّان في الحفلات والمَقاهي، شارحًا عن خطورة السّحر والتنجيم والبِدع الشيطانيّة، شاهدًا على مجد الرب يسوع المسيح كما على سخاء مريم العذراء معه، وروعة الإيمان الكاثوليكي.
استمرّ طيلة حياته في نشر الورديّة حتّى مماته برائحة القداسة في 5 تشرين الأوّل 1926، عن عمر ال75 سنة.
عام  1939  سُمّيت الكاثدرائيّة “سلطانة ورديّة بومباي الفائقة القداسة”.

أعلنه البابا يوحنا بولس الثاني القديس، طوباويًا يوم 26 تشرين الأول 1980، مُطلقًا عليه لقب “رسول الورديّة”، بحضور أكثر من 30 ألف شخص.

 

جثمانه السليم (مع غطاء من الشمع) في بومباي- إيطاليا (كثدرائية سلطانة الورديّة)

“حيثما يحلّ الله في الصحارى، تتفتّح زهورٌ.
حتّى الطوباوي “برتولو لونغو” بإرتداده يحمل شهادةً لهذه القوّة الروحيّة التي تحوّل الإنسان مِن الداخل وتجعله قادرًا على القيام بأمورٍ عظيمةٍ وفق مشاريع الله.
هذه المدينة التي رمّمها هي برهانٌ تاريخيّ على كيف أنّ الله يغيّر العالم: مُوعِبًا قلب الإنسان بالمحبّة”

(البابا بنيدكتوس السادس عشر، عند زيارته البابويّة لمدينة بمباي، 19 تشرين الأول 2008)

هو الطوباوي الذي كتب “تساعيّة سلطانة الورديّة”  التساعية (27 يوم) التي لا تُخيِّب – إضغط هنا

الكثدرائيّة اليوم، من الداخل والخارج

صلٍّ الورديّة كل يوم: (إضغط هنا)