أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


لبنان محظوظ لأنّ مصير رئيس حكومته لم يكن كنهاية خاشقجي- نسيم بو سمرا

-تركيا تقول إن خاشقجي قتل في عملية مدبرة داخل قنصلية بلاده بإسطنبول

بعد المعطيات المتوافرة حول اختفاء الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي، في القنصلية السعودية في اسطنبول، وتضارب المعلومات حول مصيره، خطفاً او قتلا، فالاستنتاج واحد، ألّيس مسموحا للمواطن السعودي، مهما كان موقعه في بلاده أن يعارض الحكم الملكي في السعودية، وخاشقجي كان في الفترة الاخيرة من المعارضين البارزين لطريقة ادارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للمملكة، فليس مهما نوع المعارضة تلك، عنفية او سلمية، بالقول او الكتابة، فمصير كل معارض للملك السعودي او ولي عهده، اما الاقامة الجبرية في قصره او في “الريتز”، إذا كان اميرا، إمّا في الزنزانة اذا كان صحافيا او مسؤولا او ربما قتلاً إذا كان مواطنا عادياً، وهنا لا بد لنا ان نعترف ان لبنان كان محظوظاً بالقطوع الذي مرّ عليه منذ عدة أشهر باحتجاز رئيس حكومته سعد الحريري في الريتز في الرياض، وخروجه من هناك سليماً معافى، والقصة باتت معروفة، أن لولا الموقف اللبناني الشعبي الموحّد الداعم للحريري، وقرار الرئيس القوي العماد ميشال عون بحمايته مهما كلّف الامر لبنان من أثمان، وبذلك يكون الرئيس عون قد حافظ على كرامة لبنان التي هي من كرامة رئيس الحكومة، فضلاً عن نجاح الخارجية اللبنانية بقيادة الوزير جبران باسيل باستنفار الدول الاوروبية وعلى رأسها فرنسا وأخذ رئيسها ماكرون على عاتقه إخراج الحريري من الاعتقال السعودي، لكان مصيره ما زال مجهولا مثل مصير خاشقجي.

آخر تغريدة لخاشقجي قبل اختفائه

وفي التفاصيل، كشفت مصادر أمنية  تركية ان 15 سعوديا وصلوا الى قنصليتهم بإسطنبول أثناء تواجد الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي فيها وبينهم مسؤولون على متن طائرتين وعادوا لاحقا إلى البلدان التي قدموا منها، وأكدت أن خاشقجي لم يخرج من القنصلية السعودية بعد دخوله إليها لإنهاء معاملة تتعلق بالزواج.

وأشارت المصادر، إلى أن الأمن التركي يواصل تحقيقاته في اختفاء الصحفي السعودي المعارض، بموجب تعليمات من نيابة إسطنبول العامة وأكدت أن الجهات الأمنية المعنية تفحص كافة التسجيلات المتعلقة بعمليات الدخول والخروج من القنصلية السعودية خلال الفترة ما بين دخول خاشقجي إلى القنصلية وإبلاغ خطبيته عن اختفائه، وأعلنت السلطات التركية، أنها فتحت تحقيقا رسميا يوم السبت، في قضية اختفاء خاشقجي، الذي فقد الاتصال به إثر دخوله قنصلية بلاده بإسطنبول الثلاثاء الماضي.

وذكرت “واشنطن بوست” لاحقا أن أصدقاء خاشقجي وأقاربه قلقون حول سلامته بعد اختفائه، ونقلت عن محررة صفحة الرأي العالمي بالصحيفة، إيلي لوبيز، قولها إن زملاءه لم يستطيعوا التواصل معه، وهم قلقون بشأن مكان وجوده، ومستمرون في مراقبة الوضع عن كثب لجمع أكبر قدر من المعلومات. في حين نفى مصدر مسؤول في القنصلية السعودية بإسطنبول، التصريحات التي نشرتها “رويترز”، نقلا عن مسؤولين أتراك، بأن الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي قد قتل في القنصلية السعودية. ووفقا لوكالة “واس” السعودية الرسمية، “استهجن المصدر بشدة هذه الاتهامات العارية عن الصحة، وشكك بأن تكون هذه التصريحات صادرة عن مسؤولين أتراك مطلعين أو مخول لهم التصريح عن الموضوع”. وقال المصدر إن “وفدا أمنيا مكونا من محققين سعوديين وصلوا أمس السبت إلى إسطنبول بناء على طلب الجانب السعودي، وموافقة الجانب التركي الشقيق مشكورا، للمشاركة في التحقيقات الخاصة باختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي”. وأكد المصدر حرص المملكة على سلامة مواطنيها أينما كانوا، ومتابعة السلطات السعودية المختصة لهذا الشأن ومعرفة الحقيقة كاملة. وقد استدعت الخارجية التركية، الأربعاء الماضي، السفير السعودي لدى أنقرة وليد بن عبد الكريم الخريجي، للاستفسار عن وضع خاشقجي.

 وكشفت معلومات ان تحركات خاشقجي في الاونة الاخيرة ونشاطه أثار الشكوك حول رفضه لأي “تصالح” مع القيادة السعودية، التي يقال انها سعت الى ذلك، ما دفع الرياض إلى الغدر به عبر عملية أمنية لإعادته إلى السعودية.

عمل خاشقجي رئيسا لتحرير صحيفة “الوطن” السعودية، كما تولى منصب مستشار للأمير تركي الفيصل، السفير السعودي السابق لدى واشنطن، لكنه غادر البلاد بعد تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد. ويقيم الصحفي السعودي المعارض في الولايات المتحدة منذ أكثر من عام، ومنذ ذلك الحين كتب مقالات في صحيفة “واشنطن بوست” تنتقد السياسات السعودية تجاه قطر وكندا والحرب في اليمن وتعامل السلطة مع الإعلام والنشطاء.