– إقرأوا التاريخ اللبناني، القديم والحديث.. (أمين أبوراشد)
***
كما الأبله المَصعُوق، وضع المتحدث الرسمي بإسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، صورة ملكة جمال لبنان مايا رعيدي على تغريدة له منذ ساعات، وناشدها المُطالبة بإبعاد صواريخ حزب الله عن الأماكن السكنية، بعد أن تلقى صفعة من وزير الخارجية جبران باسيل في جولته على رأس “كتيبة من السفراء” الى المواقع المزعومة للصواريخ، بحيث شكك إدرعي بهذه الجولة وغرَّد متوجِّهاً الى باسيل قائلاً: “المفروض أول شي توقف إرهاب حزب الله وتسحب سلاحه من قرب مطار بيروت”، وتابع: “فحصت منيح إذا الحزب الإلهي بعدو مستملك المواقع اللي كشفنالكو عنا أو على عينك يا تاجر”.
مشكلة أفيخاي أدرعي الذي يستغيث برمز جمالي حضاري لبناني، أن أسلافه الذين سبقوه في الجيش الإسرائيلي لم يُخبروه عن جمال الصاروخ “رعد” وعن رشاقته، ولا فكرة لديه عن أخوة “رعد” ولا عن أبنائه وأحفاده، وأن رعد الطاعن في السن كما الشيخ الجليل، ربما يكون قد تقاعد، لإخلاء الساحة لمن أتوا بعده من ذرِّيته، والذين لن تستطيع إسرائيل التعرُّف إليهم إلّا إذا ارتكبت حماقة ورأتهم في سمائها خير سفراء للبنان، وإذا كانت جولة الوزير باسيل لتأكيد كذب إسرائيل على رأس “كتيبة سفراء”، فعلى أدرعي أن يتوقع بأن عدد الصواريخ السفراء في سماء كيانه الغاصب، سيكون بحجم لواءٍ كل يوم، لو تجرأت على الخطأ بحق “رعد وعائلته”، وغالبية الشعب اللبناني بجانب عائلة “رعد” وتحت مظلّة الجيش اللبناني.
وبمُعزلٍ عن آراء بعض “بواريد الدكّ” من السياسيين اللبنانيين الحاقدين على انتصارات المقاومة، فإننا نربأ بهم ومعهم أفيخاي أدرعي، أن يقرأوا التاريخ اللبناني، القديم والحديث، وأن يتمعَّنوا بصفحات معارك الكرامة عام 2000 و 2006 و 2017، ليُدركوا وللمرة الأخيرة، أن هذا الوطن الذي ينتمي جمال مايا رعيدي إليه، هو نفسه وطن الشهداء، الذين لولاهم، لما بقي كيان لبناني، ولا بقي شعب يعيش على أرضه بكرامة، ولما استمرت الحياة فيه آمنة، ولا بقيت هناك سياحة ومسيرة ثقافة حضارية مُستدامة، ونتمنى ونحن واثقون، أن لا ترتكب إسرائيل حماقة إذا كانت ترغب بوجه لبنان الجمال الذي يُشبه وجه مايا رعيدي، كي لا ترى وجه “رعد” وتفقد بصرها من وهج نيرانه والسلام…