أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


رسائل مشفرّة.. تجبر جنبلاط فكّ الإرتباط.. !! 😉

– كالعادة.. لم يبقى في الميدان إلا حديدان..  (حبيب البستاني)

***

كلما لاحت في الأفق إيجابية ما تتكاثر الحملات على العهد.

لا يكاد يمر يوم إلا ويكون للعهد ورئيسه النصيب الأكبر من سهام الحقد والكراهية، فما هو سر هذه الهجمات وتوقيتها؟ وهل الموضوع هو بحت تراشق سياسي أم إن وراء الأكمة ما وراءها؟ أم هي رسائل مشفرة لا يفك لغزها إلا المرسل والمرسل إليه؟

يخطىء من يظن أنه يملك كل الإجابات على كل الأسئلة، لأن البعض يتبرع للمشاركة بعملية الهجوم والتجني وهو لا ناقة له ولا جمل فيها، فهو يشبه إلى حد بعيد ” خناقات الضيع ” في الساحات العامة، والساحة تعطي المعركة نكهة خاصة بوجود المشاهدين واليوم صفحات التواصل الإجتماعي وما يعرف بتلفزيونات الواقع والـ”social media” تغني عن ساحات زمان وأيام زمان. ويكفي لمغرد واحد على التويتر أن يولعها وعندما تدخل إلى الخبر لا تجد شيئاً وبدلاً منه تجد كذبة ينبغي الإعتذار عنها لاحقاً. للأسف فنحن اليوم نعيش أخبار جرايد بعد الظهر من ستينيات القرن الماضي التي كانت تبث عنواناً فقط للبيع ومن دون أي مضمون، لتظهر الحقيقة في صحف الصباح، وهذا ما يسمى تقنياً link broken..

إكذبوا إكذبوا لا بد أن يعلق شيئاً في أذهان الناس

وهكذا يطلقون الإشاعات مثل إشاعة الطائرة وبيان الحوت عفواً الميدل إيست المفبرك، ليصار إلى نفيه لاحقاً، وثروة الرئيس وبيان مجلة Forbes المفبرك، وصحة حاكم مصرف لبنان والوضع الإقتصادي المتردي والذي يضطر الحاكم لنفيه ولتأكيد على سلامة النقد وسلامة صحته، وبيان منسوب لشركة Siemens حول عرض للكهرباء تضطر الشركة لإصدار بيان نفي لاحقاً. أخبار إشاعات أكاذيب تشبه إلى حد بعيد مسرحية الرحابنة عن ” محطة تنتظر قطاراً يمشي بلا خط “. فطائرة جبران لا تحط في أي مطار، فهي تشبه إلى حد بعيد الطائرة الشبح التي لا يراها أحد ناهيك عن أمواله واستثماراته التي لا وجود لها في أي مصرف إنما داخل بعض الصفحات الصفراء. أكذبوا أكذبوا لا بد أن يعلق شيء في عقول الناس، العبارة الشهيرة لجوزف غوبلز وزير الدعاية في الرايخ الثالث.

ولكن السؤال يبقى هل الموضوع صدفة أم مبرمج وما هو الهدف؟

بمراجعة بسيطة لمختلف الأقاويل والشائعات نرى أنها وللأسف تصدر عن ساسة ورجال دولة وزراء ونواب حاليين وسابقين، بالإضافة إلى المواقع الممولة على الشبكة العنكبوتية، ووسائل إعلام محلية وأجنبية تنقل وتتناقل الخبر وتفسره وتتصرف به كل على هواه، وهم يستفيدون من جو عام ومناخ عام يدعي الدفاع عن الحريات العامة وحرية القول والتعبير، حتى إذا ما تمت ملاحقتهم ينادون بالويل والثبور وعظائم الأمور ويصرخون واحريتاه، وينعتون العهد بالقمع ونسوا أو تناسوا أنه لا توجد دولة واحدة في العالم تسمح بالمس برموز الدولة والمؤسسات، وأن الحرية حدودها الإحترام والصدق.

ولكن ما هو الهدف وهل الأمور تتعلق بمقعد وزاري بالناقص أم بالزايد؟
من السذاجة بمكان القول أن الهدف من كل ذلك هو فقط مكاسب سياسية، وإلا ما هو المقصود من وراء الهجوم على الرئيس وشخص الرئيس وعهد الرئيس؟ حتى أن البعض وعند خروجه من الجلسة التشريعية لإفقادها النصاب، ذهب بعيداً واتهم الرئيس بعدم وضع بنداً على جدول الأعمال، وهذا في الوقت الذي كان هو نفسه وفريقه السياسي من المساهمين في تعليق الجلسة، وكأن أمر العمليات يقضي مهاجمة الرئيس، والكل يعلم أن رئيس المجلس هو من يدير الجلسة ويضع جدول الأعمال.

كذلك فإن محاولة المس بالوضع النقدي وبث الشائعات ليس الهدف منه فقط المس بالعهد إنما الهدف منه البلد وسلامة البلد واقتصاد البلد، وهكذا نرى أن الأمور تدرجت من الهجوم على الوزير باسيل والتيار الوطني الحر إلى الهجوم على العهد وطي ذراعه إلى محاولة مكشوفة للنيل من البلد ومؤسساته.

موقف جنبلاط الجديد وفك الإرتباط
بتوقيت لافت كان للوزير جنبلاط موقف إيجابي ومسؤول لا سيما من الأحداث التي جرت في الجبل والتوتير الذي تبعها، فسارع إلى لملمة الوضع بالتفاهم مع التيار الوطني الحر، ومن ثم نأى بنفسه عن مهاجمة الرئيس مغرداً أنه يقصد الدولة والحكومة وليس شخص الرئيس في انتقاداته، ويبدو أن البيك استشعر قبل غيره تغيراً ما في مكان ما، فوضع نفسه في منزلة بين المنزلتين، فيعلن أن لامشكلة في تشكيل الحكومة ولكنه يربط حل العقدة الدرزية بحل العقد الأخرى أو العقدة الأخرى، وهكذا نرى أنه” لم يبقى في الميدان إلا حديدان ” وكالعادة لم يفهم أفرقاء آخرون أن شيئاً ما يتحرك في الأفق وأن الموقف الفرنسي معطوفاً على ما يجري في الإقليم، لا بد أن يثمر حلحلة بالنسبة لتشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع وتبعاً لمعيار موحد، وأنه لا يمكن لأي فريق أن يختار البقاء خارجها، وما نراه اليوم من حماوة وتصعيد ما هو إلا لعباً في الوقت الضائع.

* كاتب سياسي