– إستغياب الرئيس، وغباء المرؤوسين ! (أمين أبو راشد – الثبات)
***
اعتدنا على أبواق مرؤوسين أذلَّاء، منذ ما قبل وصول فخامة الرئيس ميشال عون الى بعبدا، وصحّ بهم ما قاله يوماً الصحافي الأستاذ جوزف أبو فاضل: “إذا بيغيب ميشال عون، بتقعدوا بلا شغل”، والمشكلة بهؤلاء اليوم أن رؤساءهم الإقليميين لم يستوعبوا الصدمة بعد، أن الرئيس عون وصل الى الرئاسة رغماً عنهم وعن كل العراقيل الإقليمية والدولية.
ليس بذات أهمية نعيق تلك الأبواق، يوم ذهب النائب العماد ميشال عون الى براد في زيارة الحجّ الأولى في السادس من كانون الأول 2008، ولا في زيارته الثانية للمشاركة في قداس مار مارون في الثامن من شباط 2011 واجتماعه بالرئيس بشار الأسد، لكن المُضحك، أنه يوم قرر زيارة معلولا الصامدة في التاسع والعشرين من كانون الأول 2016، قامت القيامة ولم تقعد، واعترض النائب السابق فارس سعيد على زيارة “عون الرئيس”، وتساءل اذا كان استشار أحداً قبل أن يقرر هذه الزيارة التي اعتبرها سعيد تطبيعاً مع النظام السوري.
لا شغل لهم سوى النعيق، جماعة “الرقص على الضريح”، منذ زار الرئيس عون بصفته الشخصية كمسيحي مؤمن “قبر مارون”، مروراً بزيارة معلولا أيضاً بصفته الشخصية وليس الرئاسية، وصولاً الى زيارة الأمم المتحدة اليوم لإلقاء كلمة تاريخية بإسم لبنان، وإذا كان إستغياب الرئيس أمر مُعِيب فهو بحضوره يستوعب نعيقهم، لأن النعيق بالنتيجة لا يُقدِّم ولا يؤخِّر بمسيرة رسمها ميشال عون للوطن ولتاريخه الشخصي الناصع.
ونأخذ الأمور بعمقها بهدف علاج النعيق، ونعترف أن ميشال عون المسيحي المؤمن، ارتكب خطيئة مميتة وعلى مرأى من “مار مخايل” يوم مدَّ يده لشركاء شرفاء في هذا الوطن ودعا باقي الفرقاء الى التلاقي، لكن ميشال عون لم تُغفر “خطيئته” لديهم، ولم يتلُ أمامهم “فعل الندامة”، وبدأت من كنيسة مار مخايل حربهم على من قرر بناء وطنٍ ودولةٍ وجمهورية، وما زالت الحرب عليه مستمرة سواء كان نائباً أو بات رئيساً للجمهورية، لأن وصوله الى رئاسة الجمهورية كان بفضل “مار مخايل” وشفاعته.
وإذا كنا نحن كمسيحيين نؤمن، أن “الخطيئة المميتة” لا تُغتفر، فإن أشرف ما في خطيئة ميشال عون أنها لا تُغتفر ولا تراجع عنها، وثبُت بالوقائع أنها الخطيئة الأعظم التي ارتكبها ميشال عون عن سابق تصوُّر وتصميم، وأن زفاف المقاومة الى الوطن كان هو إشبينه والشاهد عليه وهو زواج ماروني غير قابل للطلاق ولا للبطلان، وبات ميشال عون “بيّ الكلّ”، ولو أن البعض لا يستوعب التربية الوطنية اللازمة التي ينتهجها ميشال عون لتحصين سيادة “البيت الداخلي” الذي ارتوت حدوده بدماء شهداء الجيش والمقاومة، وبعد..
سلَّمنا جدلاً أن الإنتخابات النيابية التي أجرِيت برعاية الرئيس عون وبقانون تمثيلي عادل، وفاز من فاز وسقط في هاوية الخيارات الشعبية من سقط، لكن النعيق ما زال مستمراً، بصرف النظر عن الأحجام، بين كُتَل نيابية وازنة داعمة للعهد، وبين مرشَّحين لفظتهم أقلام الإقتراع لا بل تراقصت ضحكاً على أحجامهم الشعبية، وما زالوا يُصدِّقون أنفسهم أنهم في موقع يخوِّلهم التطاول على قامة ميشال عون، حتى ولو راكموا رُزم الريالات السعودية ووقفوا فوقها ونعقوا بإسم أسيادهم الذين لم ولن يغفروا لميشال عون مهما فعل خطيئة “مار مخايل”، ومن يدَّعي عكس ذلك، بأن ميشال عون ارتكب أي خطأ أو خطيئة بحق الوطن، فهو بذاته رمز الخطأ والخطيئة …
المصدر: الثبات