-محاولة المجتمع الدولي اذلال فرنجية في نيويورك تتكرّر مع الرئيس عون
***
طالما الظلم مستمر، طالما صوت الحق سيعلو من على المنابر الدولية كما العربية، وطالما ان القضية الفلسطينية هي الحق، طالما لبنان سيدافع عنها ويتصدّى لمحاولات تصفيتها، وبخاصة ان هذه التصفية ستأتي على حساب لبنان بالدرجة الاولى، من خلال إلغاء حق العودة وتوطين الفلسطينيين في لبنان.
هي قضية دفع لبنان ثمنها غالياً، من خلال طرد أصحاب الارض من وطنهم، لإحلال المهاجرين اليهود من كل اصقاع العالم مكانهم، والذي لجأ القسم الاكبر منهم في العام 1948 ومن ثم في ال 1967، الى لبنان، ولذلك ما زلنا اليوم بحاجة للنضال والوقوف الى جانب الفلسطينيين في صراعهم مع العدو الاسرائيلي الغاصب لفلسطين لإسترداد الحق، ويلقي الرئيس العماد ميشال عون اليوم كلمة امام الجمعية العمومية للامم المتحدة في هذا الاطار بعد ظهر اليوم، غير ان تجربة الرئيس عون مع تشابه الظروف الى حدّ بعيد، سبقها سلفه في العام ١٩٧٣ ، هو رئيس الجمهورية سليمان فرنجية ، الذي كان له كلمة ايضا، تكمن اهميتها في انها لم تمثّل لبنان فقط بل فوّضه كل العرب آنذاك بالتكلّم باسمهم في هذا السياق؛ فحين وصل الرئيس فرنجية الى نيويورك قبيل الاجتماع، فتّشت سلطات مطار نيويورك طائرة الرئيس والوفد المرافق (وقيل يومها بحثا عن مخدرات ما) في محاولة لاذلاله وترهيبه لعدم رفع السقف في الكلمة التي اراد القاءها في الأمم المتحدة، وطبعا فشلت المحاولة وفعلت كلمة فرنجية فعلها حينها في إعطاء زخم للقضية الفلسطينية،
واليوم وبعد ٤٥ سنة حاول الأوباش والعملاء نفسهم تكرار نفس السيناريو، مع الرئيس عون ولكن في مطار بيروت الدولي هذه المرة قبل اقلاع الطائرة الى نيويورك، وعندما فشلوا ايضا في محاولتهم كما فشلوا مع الرئيس فرنجية، حرّضوا اعلام وسياسيي البترو دولار على العهد.
وما أشبه الامس باليوم، وهذا بعض ممّا جاء في كلمة الرئيس فرنجية: “وانا أتوجّه إليكم بإسم لبنان , وبإسم تسع عشرة دولة عربيّة أعضاء في منظمّة الأمم المتّحدة, شرّفني رؤساؤها بأن طلبوا إليّ تمثيلهم هنا , أودّ أوّلاً أن أُوضِح مدى المهمّة الموكولة إليّ .
فإذا ما ذكّرنا بحقوق الشعب الفلسطيني ودافعنا عنها , إنّما بمبادئ الأمم المتّحدة وشرعتها نذكّر وعنها ندافع . وما قضيّة فلسطين والعرب , بصراحتها , إلاّ قضيّة العدالة بالذات, والعدالة لا تتجزّأ . إن هي إلاّ قضيّة السلام في آن , والعدالة والسلم لا ينفصلان . ذلك هو شعوري . ومن هنا اليقين بأنّ السعي في هذا السبيل يحمل في ذاته ذلك التعاون المخلص , المثمر , الثابت , الذي يجب أن يقوم بين العالم العربي والعالم أجمع .
واضاف الرئيس فرنجية إنّ نظرة إلى الطريق الذي قطعه أخواننا الفلسطينيون في قرابة نصف قرن , سعياً للحفاظ على شخصيّتهم وحقوقهم الوطنيّة , إنّ نظرة كهذه لا تترك مجالاً للشكّ بانّ الكلمة الأخيرة ستكون كلمتهم . إنّ في إنصافهم إستباقاً لأحكام التاريخ , وتجنيباً لخضّات جديدة متزايدة الخطورة قد تصيب منطقتنا وربّما العالم بأسره .
حقائق بديهيّة تتجلّى كلّ يوم . ولا بدّ , مهما تعامى العناد , من التسليم بها آخر الأمر …”