أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


البابا لرجال مافيا من صقلية.. أحد قتلة الأب بينو صُعِقَ بابتسامته لدرجة أنّه لم يعد يستطع النوم

– نحتاج إلى الخدمة وليس إلى الهيمنة..

***

“ارتدّوا وعودوا إلى إله يسوع المسيح الحقيقي، أيها الإخوة والأخوات الأعزّاء. أقول هذا لكم أنتم يا رجال المافيا: فإن لم تفعلوا هذا، ستضيع حياتكم وستكون تلك أسوأ هزيمة”: هذا هو جوهر الرسالة التي وجّهها البابا فرنسيس لرجال المافيا في باليرمو في صقلية، حيث ترأس القداس الإلهي يوم السبت 15 أيلول 2018.

وسأل الأب الأقدس المعمّدين عن الخيار الأساسي في حياتهم: “أتريدون أن تهبوا حياتكم بدون أن تنتظروا أن يقوم الآخرون بالخطوة الأولى؟”

في التفاصيل، أراد البابا فرنسيس زيارة صقلية، وتحديداً باليرمو، في الذكرى الليتورجية للطوباوي الأب بينو بوليزي الشهيد، الذي قتلته المافيا يوم عيد ميلاده السادس والخمسين، أي في 15 أيلول 1993 في حيّ برانكاتشيو. وقد حطّت مروحية الحبر الأعظم في “بياتزا أرميرينا” أو المحطة الأولى من زيارة البابا، حيث استقبله رئيس الأساقفة ورئيس منطقة صقلية وعمدة البلدة والمختار.

بعد ذلك، قام البابا بجولة في البابا-موبيلي محيّياً الحشود، ليترأس بعد ذلك الذبيحة الإلهية.

ثمّ تناول الغداء مع أشخاص معوزين ومهاجرين ومساجين، وزار بعد الغداء رعية “سان غاييتانو” أي الرعية التي خدمها بوليزي.

بالعودة إلى العظة التي ألقاها خلال القدّاس، قال الأب الأقدس إنّ أحد قتلة الأب بينو، سالفاتوري غريغولي، صُعِقَ بابتسامة الكاهن، إلى درجة أنّه لم يعد يستطيع النوم: تمّ اعتقاله، وتاب، ثمّ تعاون مع العدالة وعاش ارتداداً مسيحياً حقيقياً.

ثمّ سمّى البابا رجال المافيا “أيها الإخوة والأخوات”، داعياً إيّاهم إلى الارتداد والتخلّي عن الشرّ.

وأضاف البابا: “لا يمكننا أن نؤمن بالله وأن نكون تابعين للمافيا. فرجل المافيا لا يعيش كمسيحيّ، لأنّه عبر حياته إنّما يجدّف على اسم الله-الحبّ. واليوم، نحن بحاجة إلى رجال ونساء الحب، وليس إلى رجال ونساء الشرف. نحن نحتاج إلى الخدمة وليس إلى الهيمنة. علينا أن نمشي معاً جنباً إلى جنب، وألّا نسعى خلف السلطة”.

في السياق عينه، دعا البابا رجال المافيا إلى تغيير “لازمة أغنيتهم” قائلاً: “إن كانت طلبة المافيا “أنت لا تعرف مَن أنا”، فطلبة المسيحي هي “أنا بحاجة إليك”. وإن كان تهديد المافيا “ستدفع ثمن ذلك”، فإنّ الصلاة المسيحية هي “يا رب، ساعدني على أن أحبّ”. لهذا، أقول لرجال المافيا: “تغيّروا أيها الإخوة والأخوات. كفّوا عن التفكير في أنفسكم وفي مالكم، إذ لن تأخذوا معكم شيئاً”.

إلّا أنّ عظة البابا فرنسيس كانت موجّهة لكلّ مُعمّد، مع اقتراحه باتّخاذ قرار على مثال الأب بينو بوليزي: “أتريدون أن تهبوا حياتكم بدون أن تنتظروا أن يقوم الآخرون بالخطوة الأولى؟ أتريدون أن تفعلوا الخير بدون انتظار شيء بالمقابل، أو انتظار أن يصبح العالم أفضل؟ أتريدون أن تخاطروا بأنفسكم على هذا الطريق، أو أن تخاطروا لأجل الرب؟”

ثمّ ختم الحبر الأعظم عظته مُشيراً إلى سرّ الحياة “الجميلة” كحياة الأب بوليزي: “كان وهْب حياته سرّ انتصاره، وسرّ حياة جميلة. فلنختر نحن أيضاً اليوم حياة جميلة”.

تجدر الإشارة هنا إلى أنّه في نهاية القدّاس، قدّم المونسنيور كورادو لوريفيتشي (رئيس الأساقفة) للبابا فرنسيس أيقونة تمثّل الشهيد الطوباوي الأب بينو بوليزي، فيما قدّم البابا للأبرشية كأساً كذكرى لزيارته.