عَ مدار الساعة


الأب مروان خوري: إلهنا بسيط، المعقّد ما بيِقدِر يِفهمو.. والحرب ضروس عَ كل مين بِخصّ العدرا صلّوا للكهنة ولرَهبنتنا يللي عليَا حرب (Video+Audio)

– قوة الصلاة أقوى من مفعول القنبلة النووية.. (Karl Rahner)
– الخلاص مش بالسياسة ولا بمين يغلب مين.. الخلاص بوضع يسوع بحياتنا

***

عظة الراهب المريمي الأب مروان خوري، “الشجرة تُعرف من ثمارها” – قداس السلام، في دير القديسة تريزيا الطفل يسوع – سهيلة: (10 أيلول 2018)

أبائي الأفاضل، وأخوتي الأحبا،
تعوّدنا نعيّد عيد مولد العدرا. هالإم اللي فضلا كبير علينا، بحِبا وشفاعِتا، وحضورا الدائم الى جانبنا، خاصة بوقت الصعوبات.. فأحلى ما نقدمو الها كتكريم، عبادة إبنها يسوع…

يقول الإنجيل المقدس: “الشجرة الرديئة تأتي بثمار رديئة، والشجرة الصالحة تُعطي ثماراً صالحاً..“. نحنا اليوم نئنّ من الشرّ اللي ينبت من مجتمعنا. بدنا نشوف وين مغروسين بأي جذع.. نحنا أغصان بِسميّنا يسوع.. حتى نعرِف ليه حياتنا تُنبت شر..؟؟ وليه حياتنا ما فيها سلام..؟؟ ولا فرح ولا بركة..؟؟

العدرا اللي عَم تشتِغلو اليوم، عم تِقطِّش الجذوع، اللي غرسا فينا المجتمع، إن كان بتربية عِشناها، او ظروف حياة قطعنا فِيا.. العدرا عم تِرجع تطعّمنا بإبنا يسوع.. هيدا عمَل مريم إذا بدنا نلخصو اليوم…

ومع تِطعيمنا بيسوع، بتِرجع حياتنا تنبُت فعلاً ثمار صالحة… عالمنا اليوم إذا مِنكِبّ نظرة عليه اليوم، مِنشوف الشرّ غالِب فيه، وكلنا عَم نئنّ منّو، وبدنا الخلاص.. وما عَم نِقدر نِتخلَّص من سلطانو علينا..

لكن إذا وضعنا إيدنا بإيد العدرا، قادرين مواجهة الشر والتغلّب عليه.. وأمام هيدا الكلام، أخدِت آخر رسالة عَطيِتنا ياها العدرا للرائية “ميريانا” في مديوغورية بِ 2 أيلول 2018. وبِتقول:

كلماتي بسيطة، لكنها مُمتلئة بالحب الأمومي والرعاية“.

دايماً السما تتسّم بالبساطة، ما بدها فلسفة ولا لاهوت، ولا دراسة جامعية، حتى نِفهم أفكار الله.. الهنا بسيط، بِقول عنّو اللاهوت حتّى: “الله هو روح بسيط”، وفعلاً لمّا نقرأ الإنجيل ما مِنشوف تفلسف ولا ادعاءات.. وهيك مِنلاحظ إنّو الحياة الأبدية، أو ما وراء هالكون اللامحدود، بأمثلة بسيطة خاطبنا الرب فِيا.. وفسّرلنا سرّ السما..؟؟

لأنو إلهنا بسيط، المعقّد ما بيِقدِر يِفهمو.. والمتفلسف والمتكبّر ما بيِفهَمو.. بدها تكون روحنا بسيطة، حتى نِقدِر نِفهم لغة السما..

تقول العذراء برسالتها: أكثر فأكثر أولادي، تُلقى ظلال الظلمة والخداع عليكم“.

فعلاً نحنا عم نئنّ من عالم الظلمة، ونحنا عايشين ضمنوا، ومش عم نقدَر نتحرّر.. العدرا عَم تَعطينا نصيحة، إذا بدنا نِطلع من هالواقع..

تقول سيدة جميع الشعوب: “أدعوكم، الى النور والحقيقة، أدعوكم إلى إبني“.

العدرا عَم تقول: الحقيقة والنور موجودين بيسوع. ما تنبشو عليُن غير مَطرَح.. نحنا اليوم صِرنا متأثرين بلغة الأخبار، ولغة السياسة، وقانعينا بِمطرح إنّو الأزمة هيِّي أزمة إقتصاد، وسياسة، ومجتمع وحكّام متخانقين مع بعضُن.. لاق مش هيدي هيّي الأزمة..!!

الأزمة الأساسية والحقيقيّة هيّي غياب يسوع.. لو في ناس مِتِلكُن بِتصلّي.. الشر بِعرينو بيِنطِفي.. وجهنم مع كلّ سلطانو وأبالِستو بيتربّط.. “القوة هيّي بالصلاة“..

Karl Rahner

يقول اللاهوتي المعاصر “كارل رانر”: قوة الصلاة أقوى من مفعول القنبلة النووية”. اللي بِصلّي، النووي اللي بهدّدوا فيه الكون، بيقدر يوقّفلو مفعولو.. وبيِقدِر يعطّل الحرب.. وبيِقدِر يِنهي الظلمة، ويِرجع ينشر النور.

لكن اليوم، بطّل عنّا إيمان وثقة بالصلاة، وبطّل عنّا ثقة إنو يسوع قادِر يِحسم الوضع لصالحنا، ولأن خفّو يللي بآمنو ويللي بحبّو يسوع، قويِتْ الظلمة، وزاد الشرّ..

هالشرّ الموجود بالعالم، بقلوبنا، بعالمنا، وغالِبنا.. جيبولو يسوع، لوحدو بيتبدَّد.. وهيدا هوّي تِطعيمنا بيسوع.. لأنّو مع يسوع منِقدر نِنهي كل معاناة فينا، وبالعالم..

تقول العذراء مريم: “وحده إبني يستطيع تحويل اليأس والمعاناة الى سلام وصفاء“.

هيدا الكلام مش من الأرض، هيدا كلام من السما.. جايي من إمنا مريم، وهيّي إختبرت اللي عَم تقولو، وعَم تقلنا: “بدّك تنتصر، وتعيش بأمان، وبدّك مشاكلك تِنحلّ.. إبني هوّي السلام، وقادر يحوّل كل جروحاتك ويأسك، ومعاناتك الى صفاء..

تقول أمنا مريم:وحده يستطيع إعطاء الأمل، في أعمق الآلام“.

بس تِقوا الآلام علينا، واليأس يكبر، مِنصير نحسّ إنّو ما في أمل.. أنا إختبرتا بحياتي، وشعرت إنّو بطبيعتي البشرية قدام الأمور الكبيري بصِير عاجز، وكأني مستسلم.. وفي مَطرح بالإنجيل لمّا كانو آخدين بولس على روما، وطِلعِت عليُن عاصفة، ما قدرو يقاوموها، يقول النص: “تركنا السفينة تُحمل على الأمواج”.. (وين بدّكُن يا موج خِدونا.. والموج كان آخدُن عَ الصخور بدّو يحطّمُن..).

أوقات، نحنا منِقطَع فيا.. بتَرك المشاكل تاخِدنا.. (مش قادرين بقا) ساعِتها نتذكّر، وقِف يسوع وقلّو لبولس: حافظت عَ كلّ ما في السفينة، لأنك تُصلّي.. فلن يهلك أحد منهم..

وِقِف بولس بالسفينة، وقلُّن: لقد حضر أمامي ملاك الرب في الليل، وقال لي: لن يهلك أحد من ركاب السفينة. (من أجل شخص يُصلّي).. ميشان هيك، بقلب الألم والمعاناة، ما تخلّو اليأس يسيطر عَ قلبك.. نتذكّر كلام العدرا. ورَح تشوف العدرا رَح تِدعي إبنا.. متِل عرس قانا عَيطِتلو.. وحولّ اليأس إلى فرح، وردّت للعرس رونَقو…

نادوا العدرا، قولولا: علمّينا حتى نِطلع من الأزمات.. إن كان بالصعيد الشخصي، أو بالصعيد وطننا.. سلموها هالبلاد، ولَيكو الشرق إحترق، ولبنان قَطَع رغم المعاناة، وبعدو عم يتنفّس حرية، وبعدو فيه المؤمن حاضِر ما حدا بيِقدِر يِلغيلو إيمانو..

تقول العذراء مريم:إبني هو حياة العالم. كلما تعرفتم إليه أكثر، وكلما إقتربتم إليه أكثر، كلما أحببتموه أكثر، لأنّ إبني هو الحبّ. الحب يُغيِّر كل شيء. ويجعل جميلاً جداً أيضاً ذاك الي من دون حب يبدو بلا أهمية لكم“.

عَم تِدعينا العدرا رغم كل الصعوبات، ما نخلّي حدا يعطّل عملية المحبة بِقلبكُن.. أوقات منوصَل لمطرح مِنقول حتى نحنا الكهنة، “خلص، ما بقا فيّي”، وبِصير الغضب هوِّي قايِدنا.. مش لازم نخلّي معاناتنا تعطّل المحبة اللي بقلبنا… ليه؟؟

تفسّر العدرا: من جديد، أقول لكم، عليكم أن تحبو كثيراً، إذا كنتم ترغبون في أن تنمو روحياً، أنا أعلم يا رسل حبّي، أنّ ذلك ليس سهلاً دائماً.. (مش هيّن، وقت صعوباتك، تخلّي قلبك يحبّ، ويغفر، ويسامح، وينسى..) لكن يا أولادي، حتى الدروب المؤلمة، هي دروب تؤدي الى النمو الروحي“.

كنّا عَم نتأمّل بِـ”فَيترون” (بلة في كسروان)، يقول يسوع بالإنجيل: أنا الكرمة وأنتم الأغصان، كلّ غصنٍ يُثمِر يُشذبّه أبي… نِتوقّف عليا شوي..

كل ما تكون حياتِك الروحية ناجحة، بِتلاقي الرب أدخلك بالألم، وقَصقَص فيك إشيا وجَّعِتِك.. وإذا مِنشوف تشحيل الكرمة بشباط، بيِتركو عنق بس، ما بيتركو فيها شلح.. حتى بِتقول خَربت، بس تَعا تفرّج بالربيع، كيف بتطلَع عناقيد العنب.. من هيك إذا بيِسمَح الرب تِدخل إلى الألم، إنَّه يُشذِّب. سيقودك هيدا الألم الى نمو روحي.. لأنّو المواجهة والمعاناة، مع الرب سترفعنا..

تقول مريم العذراء: أولادي، صلّوا، فكرّو في إبني، وفي كل لحظة من اليوم، إرفعوا روحكم إليه، وأنا سأجمع صلواتكم كأزهار من أجمل حديقة، وأقدّمها إلى ابني.

أوعا تفكّر، إنّك إذا صلّيت، كأن صلاتِك راحِت ضيعان. والله ما سِمِع، وما تغيَّر شي.. كل مرّة بِتصلّي، حتى لو كنِت مشتّت. ولو ما كنِت جامِع فِكرك.. ولو كنِت فايِت غَصبِن عنّك.. ومن عزّ الروح.. عراف، ما في مرّة بتِحضر أمام الله، إن كان بكلام، أو بذبيحة، أو بالاسرار، الاّ وفي نِعمة بِتصيبك. لو ما حسّيت.

تقول العذراء بالأخير: “كونوا رسلاً حقيقيين لحبي. إنشروا حب إبني بين الجميع، بصلواتكم، ساعدوا رُعاتكم، حتى يكونوا أباءً روحيين ممتلئين بالحب لجميع الناس.

بقِلكن: الحرب اليوم، أنا وعَم إتأمّل بالأحداث،كيف عَم تصير. هيّي حرب عَ العدرا، وكل مين بِخصّ العدرا.. وعَ رهبنتي عليَا حرب ضروس.. وعَ الآباء، والمكرسّين. وعَ كل شخص مكرّس للعدرا.. الحرب عليه؟؟؟ 

بِتقول العدرا: الشرير، قِربِت نهايتو. ونهايتو رَح تكون عَ يد هالإم. مستشرس هلق… لأنو كل مرّة منقرّب من هالإم، كل مرّة بتتجهو لرسائلها، وبتفتَحولها قلبكُن. وكل مرّة بتِتكرسّوا إلها، بجنّ الشيطان.. لأنّو ما بيقدِر يِعمِل معكم شي..

طالما إنتو بحمى مريم، طالما هوّي معطّل قِدامكن. وعاجز.. ميشان هيك ما تخافو..

أرجوكم، من قلبكم صلّوا للكنيسة، صلّو للرَهبنات بلبنان، خاصة رهبنتنا (المريَمية).. ما تنصاغو باللغة يللي عَم يِحكي فِيا العالم اليوم، وعَ تسليط الضوء عَ أخطاء الكاهن..

أنا مرّة قلت: إذا بِتنبشو عَ أغلاط، رح تلاقو كتير.. أوعا تفكرونا جايين من غير كوكب.. كلنا خاطيين، وكلنا بحاجة لرحمة الله. بس أرجوكم ما توقَعو بهالفخ..

أنا ربِيت ببيت، ممنوع إتلفّظ كلمة غلط بحق كاهن. طِلعنا منحبّ كنيستنا. وتكرّسنا إلها.

أرجوكم، ما تخلّو ولادكم، يسمعو الكلام البذيء، وعبارة “إسمعوا اقوالهم ولا تفعلوا أفعالهم” بالطالِع وبالنازِل… رجاء خاص، حبّوها هالكنيسة، ما حدا إلو فضل عليا، لا الأبونا، ولا المطران. كل الفضل ليسوع.. نحنا فِتنا عليها، وكل واحد من موقعو، عَم يحاوِل يجتهد، إنّو يوصل للرب… بِقول مار بولس: كلنا نُسابق بالميدان، يللي بيوقَع مِنمِدّلو إيدنا.. مش بِنزل فيه إنتقاد مِنحطمّو..

هيدي الكنيسة، هييّ السفينة. كلنا قاعدين فِيا. إذا قِدَّحنا فيها، منِغرَق…!!! الكنيسة هيّي سفينة يسوع. كلنا دخلنا عليا، حتى تاخِدنا عَ شاطئ الخلاص.

بِتقول ميريانا (رائية مديوغورية) بآخر إجتماع شِفتا، قالِتلي: إنتو الكهنة الرب، عن يدكم، إنتو الجسر يللي بدّو يِنقُل فيه العالم، من الشر إلى عالم السلام والنور.

من هيك، كلّ ما نصلّي للكهنة، حتى يستسلمو لمريم، كل ما الخلاص بِقرِّب. وكل ما هالنِقلة بِتصير سريعة. وكل ما إنتقدنا، كل ما عَم نأخِّر بهالخلاص يللي الكلّ ناطرو..

هيدي الزوادة، أضعها بين أيديكم، بليلة عيد ميلاد العدرا، (لَو تأخرّنا) منِطلُب منها تساعِدنا، ورح نجدِّد تكريسنا الها بعد المناولة، إنّو نكون أبناءها، ونكون رسل إلها، ولرسالاتها، حتى نِقدِر فعلاً نكون إيدَين العدرا، المَمدودين لعالم مِليان ظلمة. وحتى نكون النور بهالمجتمع.

آمين..

https://www.youtube.com/watch?v=ZycByUr8dT8&feature=youtu.be