– أنا هنا لنحاول معاً لملمة ما تبقى من قضية شرف شعبٍ أنهكه التآمر عليه
باسيل خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب:
– أنا هنا لأتكلم بأسم كل اللبنانيين حول قضية تجمعنا، فقد إختلفنا على الكثير، إلا أننا إتفقنا في وثيقة الوفاق الوطني على رفض التوطين وضمنّا ذلك في دستورنا نصاً، وحاولنا ممارسةً أن نجمع ما بين واجباتنا الإنسانية في إيواء أي مهجر وواجباتنا الوطنية بالمحافظة على نسيجنا.
– تحمّل لبنان تبعات ما حصل منذ 1948، ومازال يتحمل أكثر من 400000 لاجىء فلسطيني، بكلفتهم السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وقد عملت الأونروا على تخفيف المعاناة دون أن تستطيع تغطية أعباء مالية كبيرة واقعة على عاتق الدولة اللبنانية، الرازحة أصلاً تحت الديون والأعباء.
– هل هكذا يكافىء لبنان بزيادة أزمة النزوح السوري على أزمة اللجوء الفلسطيني، وهل هكذا يكافىء بإعتماد سياسات الإندماج والتوطين على أرضه؟ وهل هكذا يحافظ على نموذج التنوع في العالم فيخرّب نسيجه الإنساني؟
– تفكيك الدولة هدفه القضاء على فكرة الدولتين أساس عملية السلام وبالتالي لكي لا يكون هناك سلام بل إستسلام، فلسطيني وعربي. هل نبقى كذلك أو نقوم بعملٍ ما، أقلّه أن نغطّي العجز الذي سببه القرار الأميركي؟ فالمسألة ليست قدرة مالية أو مِنّةٍ مالية بل هي واجب سياسي، إنساني وأخلاقي
– انا لست مع نظرية المؤامرة لكني لستُ أعمىً لكي لا أرى مخططاً يتم إمراره في لحظة عجز عربي هبت رياحه في ربيع لم يزهر سوى دمار ونزوح، ولست أخرساً لكي لا أتكلم عنه
– لست هنا لتلاوة الدروس، فأنا موجوع ومتألم، أرى بلادي العربية ووطني اللبناني يدفعان الثمن من عزتهم وإقتصادهم وإنتمائهم.
– أنا هنا لنحاول معاً لملمة ما تبقى من قضية شرف شعبٍ أنهكه التآمر عليه، أنا هنا لأنطق بلسان كل مظلومٍ معتقل، وكل مهجر مطرود وكل يائس باكٍ على أرضٍ ووطن
– انا هنا بأمل أن نكتب معاً في كتاب التاريخ أننا وقفنا وساهمنا بمالنا الوفير دون إستجدائه من الغير حفاظاً على شعبنا فلا يديننا أحد بالتآمر في مؤامرة العصر. وأنا أرى فرصة إيجابية لنبادر ونتخذ قراراً نستعيد فيه الدور العربي، ولا نتخلى عنه في فلسطين كما هو حاصلٌ الآن في سوريا.
***
لفت وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل في كلمة له خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب المنعقد في القاهرة، الى “أننا نجتمع اليوم في القاهرة، حاضنة القضية الفلسطينية، إلا أنني في كل إجتماعٍ حضرته لاحظت أن وضع القضية يزداد سوءاً ووضعنا يزداد ترهلاً في دعمها، خاصة مع توالي الضربات الآتية من صفقة القرن أو أقله السكوت عنها. هدفه تفكيك الدولة الفلسطينية والقضاء على فكرة الدولتين أساس عملية السلام وبالتالي لكي لا يكون هناك سلام بل إستسلام، فلسطيني وعربي”.
وسأل: “هل نبقى عاجزين ونشجع على البدء بالخطوة التالية، وهي لن تكون أقل من فكفكة السلطة الفلسطينية وكل عناصر الدولة الفلسطينية ومؤسساتها، ومؤشرها القرار الأمريكي البارحة بتسكير مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن؟”، معتبرا أنه “بعد إغتصاب القدس وإعتبارها عاصمة للكيان الإسرائيلي بقرار أميركي وصمت دولي وعجز عربي ضَرَبَ المبادرة العربية للسلام، أتانا قرار الكنيست الإسرائيلي بإعلان يهودية الدولة واضعاً مصير فلسطينيي الداخل على محك التهجير القسري، في عملية ترانسفير جديدة”.
ولفت باسيل الى انه “جاء البارحة القرار الأميركي بوقف المساهمة في موازنة الأنروا، لتبدأ مرحلة إسقاط حق العودة، وإبقاء اللاجئين في الدول المضيفة تمهيداً لتوطينهم ودفن قضيتهم الى الأبد”، داعيا الى “العمل على تغطية العجز الذي نتج عن القرار الاميركي في ما خصّ توقيف تمويل الاونروا”، متسائلا: “هل نبقى كذلك أو نقوم بعملٍ ما، أقلّه أن نغطّي العجز الذي سببه القرار الأميركي؟ فالمسألة ليست قدرة مالية أو مِنّةٍ مالية بل هي واجب سياسي، إنساني وأخلاقي”.
وأضاف: “انا هنا بأمل أن نكتب معاً في كتاب التاريخ أننا وقفنا وساهمنا بمالنا الوفير دون إستجدائه من الغير حفاظاً على شعبنا فلا يديننا أحد بالتآمر في مؤامرة العصر. وأنا أرى فرصة إيجابية لنبادر ونتخذ قراراً نستعيد فيه الدور العربي، ولا نتخلى عنه في فلسطين كما هو حاصلٌ الآن في سوريا. أنا هنا لأتكلم بأسم كل اللبنانيين حول قضية تجمعنا، فقد إختلفنا على الكثير، إلا أننا إتفقنا في وثيقة الوفاق الوطني على رفض التوطين وضمنّا ذلك في دستورنا نصاً، وحاولنا ممارسةً أن نجمع ما بين واجباتنا الإنسانية في إيواء أي مهجر وواجباتنا الوطنية بالمحافظة على نسيجنا”، مذكرا أن “لبنان تحمّل تبعات ما حصل منذ 1948، ومازال يتحمل أكثر من 400000 لاجىء فلسطيني، بكلفتهم السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وقد عملت الأونروا على تخفيف المعاناة دون أن تستطيع تغطية أعباء مالية كبيرة واقعة على عاتق الدولة اللبنانية، الرازحة أصلاً تحت الديون والأعباء”.
وسأل: “هل هكذا يكافىء لبنان بزيادة أزمة النزوح السوري على أزمة اللجوء الفلسطيني، وهل هكذا يكافىء بإعتماد سياسات الإندماج والتوطين على أرضه؟ وهل هكذا يحافظ على نموذج التنوع في العالم فيخرّب نسيجه الإنساني؟ وماذا يعني اليوم وقف التعليم والإستشفاء والخدمات الإجتماعية عن اللاجئين الفلسطينيين؟ يعني مزيداً من البؤس والفقر، يعني مزيداً من التطرف والإرهاب، يعني مزيداً من النزوح والهجرة الغير شرعية، يعني شبابا يائسا وبائسا من دون أفق، يبحث عن قارب نجاة”، مضيفا: “لست مع نظرية المؤامرة لكني لستُ أعمى لكي لا أرى مخططاً يتم إمراره في لحظة عجز عربي هبّت رياحه في ربيع لم يزهر سوى دمار ونزوح، ولست أخرساً لكي لا أتكلم عنه. وشدد على ان لست هنا لتلاوة الدروس، فأنا موجوع ومتألم، أرى بلادي العربية ووطني اللبناني يدفعان الثمن من عزتهم وإقتصادهم وإنتمائهم. أنا هنا لنحاول معاً لملمة ما تبقى من قضية شرف شعبٍ أنهكه التآمر عليه، أنا هنا لأنطق بلسان كل مظلومٍ معتقل، وكل مهجر مطرود وكل يائس باكٍ على أرضٍ ووطن.” وختم باسيل كلمته بالاشارة الى ان أطلق اليوم صرخة ألمٍ وأمل، وأقول كفى! كفى تشريداً وتهجيراً لشعب بأكمله، وكفى سكوتاً منا وتفرجاً، فالتكسير سيطالنا جميعاً ولن ينجو أحد منا، أما أملي بأننا سننجو هذه المرة. إن ساهموا أو ساهمتم فشكراً، وإن لا فلعنة الأجيال والحق والتاريخ سوف ترافقنا”.