مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، والذي شهر سلاح الموقف بوجه المعطلين لتشكيل الحكومة، فقال في رسالة بدء السنة الهجرية (1440) من دار الفتوى: «التَّعَانُدُ لا يُفِيد، وَكَذلِكَ لا يُفِيدُ الإِصْرَارُ الحَقِيقِيُّ أوِ المَوهُومُ على الصَّلاحِيَّات ،لأنَّه عِندَمَا يَتَهَدَّدُ النِّظَام، لا تَعُودُ هُناكَ قِيمَةٌ لِلصَّلاحِيَّاتِ أوِ المَرْجِعِيَّات»، معلنا أننا «مُحتَاجُونَ إلى هُدُوءِ الكِبَارِ وَحِكْمَتِهِم»، معتبرا أن «الأَمْرَ مُخِيفٌ بِالفِعل حين َيَبْلُغُ الاسْتِهْتَارُ بِالمَصَائرِ الوَطَنِيَّة، أَنْ يَتَحَدَّثَ أُنَاسٌ عَنْ تَغْيِيرِ المَوقِعِ الاسْترَاتِيجِيِّ لِلبنان، فيما يَدعُو آخَرُونَ إلى مَشْرِقِيَّةٍ لا نَدْرِي مَعْنَاهَا وَلا مَآلاتِها، عِندَنَا وَثِيقَةُ وِفَاقٍ وَطَنِيّ، وَعِندَنا دُسْتُور، وِلَسْنَا غَنَماً أو هَمَلاً لِكَيْ يَتَصَرَّفَ هذا الفَرِيقُ أَوْ ذَاكَ بِهُوِيَّتِنَا وَانْتِمَائنا».
وحيا المفتي دريان «رَئيسِ الحُكُومَةِ المُكَلَّف لأنَّهُ لا يُشَارِكُ في المُنَافَرَاتِ الكَلامِيَّة التي لا تُفِيدُ إلا زِيَادَةً في الشِّقَاق»، ودعاه «أَنْ يَظَلَّ على إِصْرَارِهِ في تَجَاوُزِ الطَّائفِيِّ إلى الوَطَنِيّ، لِنَرْتَفِعْ جَمِيعاً إلى المُسْتَوَى الوَطَنِيّ، أو نَتَضَرَّرُ جَمِيعاً، وَلا تَعُودُ العَودَةُ مُمْكِنةً إلا بِخَسَائرَ كَبيرةً ، بدَأَتْ تَقَعُ فِعْلاً».
وختم بالقول: «نحن مع أنْ تَتَشَكَّلَ الحُكُومَة، لِتَكُونَ حُكُومَتَنَا جَمِيعاً، لأن العَصَبِيَّاتُ الطَّائفِيَّة ، تُنْتِجُ كُلٌّ مِنْهَا الأُخْرَى ،..و ذِكْرَى الهِجْرَة، تَحْفِيزٌ على النِّضَال، وَتَقدِيمُ الأَهْدَافِ السَّامِيَةِ على المَصَالِحِ الصُغْرَى، وَعلى أَحْلامِ الثَّرْوَةِ وَالسِّلاح، وَالفَسَادِ وَالخَرِاب».
-اللواء-