على صعيد الصراع المستحكم بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، فإن معدّي مقدمة أخبار تلفزيون المستقبل لم يختاروا شخص نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي للتصويب عليه عن عبث. فاتّهام تلفزيون المستقبل الفرزلي بأنه «يفتح اليوم خزائنه القديمة ليكرر مع الرئيس سعد الحريري ما صنعه مع والده الشهيد، وما صنعه مع الرئيس العماد ميشال عون، وهو الذي كان لسنوات طويلة رأس حربة النظام السوري في الهجوم على الرئيس عون يومذاك»، مشيــرة الى أن «الفرزلي تولى في العام 1998 إعداد الفذلكة الدستورية والسياسية لتجيير أصوات عدد من النواب خلال الاستشارات النيابية بهدف إخراج الرئيس الشهيد من الحكم بأمر عمليات سوري»، كما ورد في مقدمة «المستقبل».
وفي السياق تؤكد مصادر المستقبل لـ«البناء» أن ما تقدم يأتي في سياق التصدي لأي اتهام من قبل فريق الفرزلي للرئيس الحريري بأنه المعطّل لمسار التأليف، مشددة على أن أزمة الفراغ الحكومي اذا استمرت طويلاً ستصيب شظاياه العهد الذي كان يعوّل على هذه الحكومة العتيدة بصفتها أولى حكومات عهده بعد الانتخابات النيابية من اجل تحقيق ما يريد من إنجازات.
وعلى هذا الأساس تشير المصادر الى أن لا مصلحة لأحد برفع السقوف والتحدي، وفرض شروط تتجاوز الصلاحيات المناطة بالرئاسة الأولى، معتبرة أن الفرزلي لم يتحدث بهذه اللهجة من تلقاء نفسه.
وعلى هذا الأساس وضعت مصادر متابعة للعلاقة بين بعبدا وبيت الوسط لـ«البناء» شنّ الهجوم على الفرزلي في خانة توجيه الرسائل لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعيداً عن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، لا سيما أن الفرزلي يمثل أهم رمزيات العملية الانتخابية، لا سيما أن انتخابه جاء رسملة لما يسمّى البرلمان الجديد، وبالتالي فإن الهجوم عليه جاء تجاوزاً وتخطياً لما حصل عليه نائب رئيس مجلس النواب من رأسمال سياسي – انتخابي.
ورغم ذلك، فإن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيبقى، بحسب مصادر تكتل لبنان القوي لـ«البناء» مصراً على اعتماد معيار نتائج الانتخابات لتشكيل الحكومة، لا سيما أن ما طرحه الرئيس عون من ملاحظات على صيغة الرئيس المكلف سعد الحريري يهدف إلى تصويب مسار التأليف بطريقة تحفظ عدالة التمثيل، باعتماد المعيار الواحد، وهو على موقفه أنه لن يوقع على مرسوم تأليف الحكومة الذي لم تكن منسجمة مع تطلعاته لحكومة فاعلة ومنتجة.
-البناء-